دينيس روس (حمامة السلام) يدعو إسرائيل إلى المضي قدمًا في الحرب البرية
تاريخ النشر
30 Oct 2023
Alhawadeth Archive
بقلم عدنان خليل
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي مقالاً بقلم دينيس ب. روس، المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط. يصف نفسه فيه بأنه كرس حياته المهنية لسياسة صنع السلام الأمريكية وحل النزاعات والتخطيط لها، سواء في الاتحاد السوفيتي السابق أو ألمانيا الموحدة أو العراق ما بعد الحرب. ويضيف: "ولكن لا شيء شغلني مثل إيجاد حل سلمي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين!".
حمامة السلام هذا قرر في نهاية مقاله أن يلبس "الخوذة العسكرية" حيث يخلص إلى نتيجة: "أنه لا توجد حلول سهلة لغزة، ولكن هناك طريق واحد فقط هو للمضي قدمًا في هذه الحرب". معتبرًا أن ترك حماس مسيطرة على غزة سيؤدي إلى القضاء عليها وعلى الكثير من بقية الشرق الأوسط. ويبرر هذا الاستنتاج كما يلي:
أن حماس وحزب الله (وكلاء إيران) تعملان على جعل إسرائيل غير صالحة للعيش ودفع الإسرائيليين إلى المغادرة، وقد بات ذلك مؤكدًا بعد 7 أكتوبر، معززًا رأيه بقول أحد قادة الجيش الإسرائيلي: "إذا لم نهزم حماس، فلن نتمكن من البقاء هنا".
يؤكد دنيس روس أن إسرائيل ليست وحدها التي تعتقد أنها يجب هزيمة حماس، وأنه هناك مسؤولون عرب راغبون بذلك.
الاستجابة للدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار وإلغاء الغزو البري يعني أن حماس ستنتصر، مما يجعل المدنيين في غزة والكثير من بقية الشرق الأوسط رهينة لأهداف حماس.
لا حل إلا بالغزو البري، ومأساة مقتل الجنود الإسرائيليين نتيجة الغزو ومقتل المدنيين الفلسطينيين هو نتيجة لسيطرة حماس على قطاع غزة.
وينصح روس (حمامة السلام) أنه لكي تتمكن إسرائيل من تخفيف الضغوط التي يمارسها جيرانها والمجتمع الدولي لحملها على وقف هجومها، فيتعين عليها أن تنشئ ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، للتخفيف من المعاناة، وأن تسمح إسرائيل للمجموعات الدولية بالعمل بأمان هناك. كذلك ينصح قادة إسرائيل بأن يعلنوا أنهم سيغادرون غزة وسيرفعون الحصار بعد هزيمة حماس عسكريًا، وأنهم يفهمون أن هناك حاجة إلى حل سياسي مع الفلسطينيين بشكل عام. ويؤكد الكاتب روس أنه نظرًا للصدمة في إسرائيل وتركيبة حكومة نتنياهو، فإن هذه ليست الرسالة التي ينقلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الآن.
طبعًا ليس غريبًا أن يصل هذا المسؤول الأمريكي السابق لهذا الاستنتاج، فلو كان مقتنعًا ويفهم معنى الشرعية والقوانين الدولية التي يستند إليها البشر لحل النزاعات، ويقتنع ويفهم أن هناك حقوق الإنسان يجب ألا يخرقها مجرمو الحرب، وأن شرف وظيفته كمبعوث سلام سابق لأمريكا الدولة العظمى التي ترعى إسرائيل يقتضي منه أن يسعى لتطبيق هذه المفاهيم الإنسانية أثناء مهامه، التي قضى عمره فيها، لما فشل في مهمته في إيجاد حل سلمي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين. وبالتالي من الواضح أن هذا الفاشل يأتي الآن للنفخ على نار كير الحرب والغزو البري، بدلاً من السعي والنصح بحل جذر القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية، الذي سينهي التطرف وكافة الأعمال العسكرية، بما في ذلك وقف قتل المدنيين الفلسطينيين وكذلك قتل الجنود الإسرائيليين.
كل التعليقات ( 0 )
أخبار ذات صلة