الصراع الداخلي في ليبيا، قد يكون، أنهك حتى البنية التحتية مما أدى الى كارثة إعصار دانيال
تاريخ النشر
17 Sep 2023
بواسطة
تسبب إعصار دانيال، الذي ضرب منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في مطلع سبتمبر/أيلول 2023، بكارثة طبيعية كبرى في ليبيا في ظل بنية تحتية مهملة ومتهتكة. فقد ضرب الإعصار البلاد في عدة مناطق، بما في ذلك بنغازي، والبيضاء، وسوسة، والمرج، وشحات، ودرنة.
وكانت درنة الأكثر تضررا من الإعصار. إذ تقع المدينة على سفح جبل يفصلها واد، يعد هذا الوادي المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من وديان الجبل الأخضر في شرق ليبيا، كما أنه مصب السيول القادمة من جنوب المدينة.
حين بدأ إعصار دانيال امتلأ الوادي بمياه الأمطار القادمة مع الإعصار وارتفع مستواها على نحو غير مسبوق، مما شكّل طوفانا وضغطا هائلا على السدين اللذين يحجزان المياه في الوادي وهما سد البلاد، وسد سيدي بومنصور، أدى ذلك إلى انهيارهما وضرب الطوفان المدينة وأدى إلى غرق أحياء كاملة جرفتها السيول وألقتها في البحر.
وأدى الطوفان إلى مقتل ما يزيد عن 5 آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن 7 آلاف، وآلاف من المفقودين. كما تسبب الطوفان بتشريد ما يزيد عن 30 ألفا من درنة.
أما على صعيد الأضرار المادية فقد قدرت المساحة المتضررة من المدينة على نحو كامل بـ3 ملايين متر مربع. فيما بلغت مساحة المنطقة التي جرفتها السيول أو حدث فيها انهيارات ما يقارب 900 ألف متر مربع. بالإضافة إلى انهيار شبكة طرق طولها 30 كيلومترا وانهيار 5 جسور في المدينة.
وأدى الطوفان إلى تدمير شبكة الطرق والجسور التي تؤدي إلى المدينة. وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وتعطل الاتصالات فيها.
أسباب الكارثة
يعود سبب الكارثة إلى عدة عوامل، منها:
قوة الإعصار، الذي كان من الفئة الرابعة، وتسبب في هطول أمطار غزيرة وعواصف شديدة.
ضعف البنية التحتية في ليبيا، والتي لم تكن قادرة على تحمل ضغط المياه المرتفع.
وجود سدين في الوادي الذي يفصل درنة عن الجبل الأخضر، والذين انهارا مما تسبب في تدفق المياه إلى المدينة.
جهود الإغاثة
بدأت عدة دول في تقديم المساعدات إلى ليبيا، بما في ذلك مصر، وقطر، وإيران، وإيطاليا، وتركيا. كما بدأت فرق الإنقاذ في البحث عن الناجين من الكارثة.
التحديات التي تواجه جهود الإغاثة
تواجه جهود الإغاثة في ليبيا عدة تحديات، منها:
حجم الكارثة، الذي يعد الأكبر في تاريخ البلاد.
الأوضاع السياسية غير المستقرة في البلاد، والتي تعيق تنسيق الجهود بين الحكومتين الليبيتين.
صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية.
يشكل إعصار دانيال 2023 كارثة طبيعية كبرى تضرب ليبيا. فقد تسبب في مقتل الالاف من الأشخاص وإصابة الآلاف وتضرر عشرات الآلاف من المنازل والبنية التحتية. ولا تزال جهود الإغاثة جارية، لكن التحديات التي تواجهها كبيرة. لقد تمكن دانيال الاعصار من المدينة في ظل ضعف بنية السدين والذي قد يكون بسبب وجود عيوب في التصميم والصيانة للسدود، ومن الممكن انه لم يتم تصميمها بشكل صحيح لتحمل التدفقات العالية والفيضانات، كما أن مدينة درنة شهدت معارك قاسية بين الجيش وداعش سابقا قد تكون اثرت على البنى التحتية بما فيها السدود، كذلك من الواضح انه لم تُجر لها الصيانة الدورية للتحقق من سلامتها، مما زاد من مخاطر انهيارها في ظل غياب سلطة دولة موحدة قوية.
كل التعليقات ( 0 )
أخبار ذات صلة