معاني الحق والخير
تاريخ النشر 13 Sep 2023

في ذكرى المولد العظيم

Alhawadeth Archive

في ذكرى المولد العظيم.


بقلم إبراهيم أبو سمك

في هذا الشهر يحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بمولد أفضل الخلق، وخاتم الرسل، ومعلم البشرية ومرشدها، وهاديها ومنقذها محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

ومن خلال الاحتفال بهذه الذكرى الخالدة. يتنسم المسلمون عطر الرسالة المحمدية، ويستجلون أسرارها ويستضيئون بنورها وهداها. ويتأملون كيف استطاع هذا النبي الأمي أن يفك أغلالها. ويخلصها من أوضارها... وكيف علمها أن تعبد ربها، وتعيش حياتها، وتصل الأرض بالسماء، وكيف تعتصم بالخير، وتستعصم من الشر، وكيف تستمسك بالحق، وتدافع عنه وتموت من أجله... وكيف تتذوق كل معاني البر والود والصدق والوفاء والصفاء، وكيف تتخلص من طغيان الأهواء، وترفض قشور الدنيا، وتظفر في النهاية باللباب.

وقد امتازت رسالة نبينا محمد (ص) بالعموم والشمول، فهي دعوة للناس جميعا. ولقد كان من الطبيعي أن تتهيأ أذهان الناس لمثل هذه المعاني حتى تتفق قلوبهم عليها، فبعث الله أنبياء ورسلا ضربوا أروع الأمثال في تبليغ رسالات السماء، وكانوا في مسلكهم ومحاولتهم إقناع الناس القدوة الحسنة. فكان كل رسول يمضي ويخلف وراءه جيلا مؤمنا من أصحابه وأوليائه يحمل مشعل الحق ويحرص كل الحرص على استمرار هذا المشعل وهاجا ينبعث منه النور.

ثم شاء الله أن تكون جزيرة العرب موطن الرسالة الخالدة، وأن تكون مكة مولد محمد عليه الصلاة والسلام. وأن يردد رسولنا دعوته في قلعة الشرك والأوثان. ومضى عليه الصلاة والسلام، كما مضى الرسل من قبله في دعوته، لا يلين ولا يهدأ ولا يستكين يتألف قلوب الضعفاء، ويربي عقول الرجحاء. ويقابل الحجة بالحجة. ويدفع الناس إلى رحاب أوسع، وأسمى.

وفي سبيل حماية دعوته وعقيدته التقى المسلمون بالمشركين واليهود وجها لوجه في كثير من المعارك الحاسمة.. حتى مكن الله لهذه الدعوة بسلاحي الفكر والقوة- أن تنتصر- وقامت حولها حضارات احتضنت التراث الإنساني واستوعبته وناقشته ثم قدمته للناس.

 وهذه كلمات في ذكرى الرسول الإنسان الذي قدم المثال الرائع للبشرية، كيف كون في بحثها عن الحق وبحثها عن الخير وتمسكها به وبذلها التضحيات من أجله. ولا يهم بعد ذلك أن تكون الدنيا قد أقبلت أو أدبرت ما دام عمل الإنسان نابعا من القلب ولخير الناس جميعا. صلوات الله عليك يا رسول الله من أمتك التي عرفت بك كل ما هو حق وخير وأنها في معركتها مع أعداء الحق والخير لتدرك أنه لا صلاح لها إلا بما صلح به أولها. وسلام عليك في الأولين والآخرين.

إبراهيم أبو سمك.




كل التعليقات ( 0 )

أخبار ذات صلة

المزيد من الأخبار

جميع الحقوق محفوظة © 2023 الحوادث
طورت بواسطة : Zahid Raju