ولد أنيس منصور في 18 أغسطس 1924 في مدينة المنصورة. حتى وفاته في 29 أكتوبر 2012، نشر 245 كتابًا، كان أهمها وأكثرها شهرة وتأثيرًا كتابه عن الرحلات "حول العالم في 200 يوم". أعيد طباعة هذا الكتاب أكثر من 20 مرة، وبيع منه ملايين النسخ. قال يومًا إنه عندما زار أستراليا في رحلته الأولى حول العالم، وجد فيها ثلاثة مواطنين مصريين. عندما عاد إلى أستراليا بعد 20 عامًا، كان عدد المصريين فيها قد تجاوز 100000 مواطن.
كانت حياة الكاتب الراحل مليئة بالمواقف التي جعلته نموذجًا فريدًا لكاتب صحفي وفيلسوف. تأثر أنيس منصور بجيل العمالقة من المفكرين، بمن فيهم عباس العقاد والدكتور طه حسين. كان مترددًا في البداية في التقدم لطلب يد رفيقة عمره رجاء حجاج، حيث كان لها أخ من الضباط الأحرار وآخر وزير. ساعده صديقه الكاتب محمد حسنين هيكل في التغلب على هذه الترددات واقتراح زواجه من رجاء حجاج.
من المفارقات أن هيكل كان الكاتب الرسمي لجمال عبد الناصر، بينما كان أنيس منصور من أقرب المقربين من أنور السادات. عندما مات عبد الناصر، صدر كتاب بعنوان "ناصر المفترى عليه" لكاتب ناصري. بعد فترة، أصدر أنيس منصور كتابًا بعنوان "ناصر المفترى عليه والمفترى علينا".
كان أنيس منصور من أهم كتاب الأعمدة اليومية والأسبوعية في جريدة "أخبار اليوم" وجريدة "الأهرام". ترأس تحرير العديد من الصحف والمجلات، بما في ذلك مجلة "أكتوبر" التي اختاره أنور السادات لإصدارها. كان أنيس منصور صاحب العديد من القصص التي تحمل روح البساطة والعمق والطرافة. ذكرها في كتبه والمقابلات الإعلامية.
ذات يوم سأل أنيس منصور أستاذه عباس محمود العقاد: "يا مولانا، من أكثر شهرة في مصر، أنت أم محمود شكوكو؟" رد العقاد: "ومن هو محمود شكوكو؟" ذهب أنيس منصور إلى شكوكو وقص عليه الحوار. اقترح شكوكو أن يذهب كلاهما، هو والعقاد، إلى ميدان التحرير على رصيفين متقابلين ويراقبان من سيذهب إليه الناس. نقل أنيس منصور كلام شكوكو إلى العقاد. اقترح العقاد بعد ذلك فكرة جديدة، وهي أن يقف شكوكو على رصيف وعلى الرصيف الآخر تقف راقصة ترتدي بدلة رقص شرقي. قال العقاد إن كل سلعة لها زبائنها ومريدوها.
كان عبد الحليم حافظ من محبي أنيس منصور. ذات مرة اقترح على أنيس منصور أن صوته جميل، وأنه إذا استمع إليه الأستاذ محمد عبد الوهاب، فسوف يصنع منه فنانًا مشهورًا أفضل من الصحافة والفلسفة. ذهب أنيس منصور وعبد الحليم حافظ إلى منزل عبد الوهاب، حيث كان يستمع إلى فتاة صغيرة قادمة من الريف المصري. كان عبد الوهاب يثنى على أداء الفتاة، بينما قال أنيس منصور لعبد الحليم حافظ إن صوتها ليس جيدًا. اندهش عبد الحليم حافظ، فشرح له عبد الوهاب أن الأستاذ عبد الوهاب مجامل، وأن الفتاة ربما جاءت له ببعض الأطعمة من الريف. انصرف أنيس منصور خوفًا على مستقبله الصحفي.
ذات يوم قابل أنيس منصور محمد علي كلاي في مبنى التلفزيون المصري في شهر رمضان. عندما انتهى التسجيل، طلب كلاي أن يدخل إلى الحمام. اكتشف أنيس منصور أن جميع الموظفين قد خرجوا وأن جميع الحمامات مغلقة. قال لمحمد علي كلاي إن المصريين في رمضان يصومون عن كل شيء، حتى دخول دورات المياه. هرع كلاي و أنيس منصور إلى فندق هيلتون في الشارع.
كان أنيس منصور كاتبًا صحفيًا وفيلسوفًا عظيمًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا من الكتب والمقالات والحوارات. كان نموذجًا يحتذى به للصحفيين والكتاب الشباب في مصر والعالم العربي.
إخلاء مسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة موقف جريدة الحوادث والحوادث لعرب أمريكا او القائمين عليها
اشترك في نشرتنا الاخبارية
اشترك في نشرتنا الاخبارية
اشترك في نشرتنا الاخبارية