بواسطة
قال "جيروم باول" رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي: " إن المركزي الأمريكي استمر في التركيز على معركة التضخم"، ووصف انهيار بنك سيليكون فالي بأنه "حالة شاذة" في نظام مالي قوي. لكنه أقر بأن الاضطرابات الأخيرة من المحتمل أن تؤثر على النمو، مشيرا إلى أن التأثير الكامل لا يزال غير واضح.
جاء ذلك على إثر رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25 نقطة مئوية اليوم 23 مارس/ آذار 2023 ليصل السعر إلى 5 في المئة
وقد كان هذا القرار في سلسلة متتالية من زيادات سعر الفائدة صُمِّمت لكبح جماح التضخُّم المتزايد في الولايات المتحدة، على الرغم من النتائج السلبية على البنوك وحالات الفشل المصرفي التي بدأنا نشهدها في سقوط بنك سيلكون فالي وبنك سيجنشر.
إن رفع معدلات الفائدة لن يقتصر في أثره على الولايات المتحدة الا أن هذه الخطوة يمكن أن تزيد من الاضطرابات المالية في الأسواق العالمية، بزيادة الطلب على الدولار مقابل العملات والأصول الوطنية مما ستسبَّب في انخفاض قيمتها.
ستعاني الدول الفقيرة النامية والناشئة والمتوسطة من هذه النتائج إضافة الا ان هذه الدول هي الأشد حاجة للاقتراض وخاصة من صندوق النقد والبنك الدولي، وستعاني الامرين في سدادها للديون الذي لن يتحقق الا بمعجزة.
ولا شك ان البلدان المستوردة للغذاء والطاقة ستصيبها هذه الإجراءات بمقتل، فهي التي عانت من الارتفاعات الكبيرة بسبب جائحة كورونا ومن ثم الحرب في أوكرانيا، وستشهد مزيدا من الضغوط بسبب الديون مع الاضطرار لتعويم كبير في عملاتها كما يحدث في مصر ولبنان، الأمر الذي يعوق نموها الاقتصادي ويزيد من نسب الفقر ويعرضها لعدم الاستقرار السياسي.
ولا شك ان تسونامي التضخم العالمي قد نشأ بشكل اساسي عن سياسات الدول الغنية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية باتباعها لسياسات نقدية توسعية خاصة اثناء الجائحة (طباعة أمريكا للنقود وتوزيع معظمها على الشركات والباقي على المستهلكين)، إضافة لتطبيق، السياسات التي كانت تنهي الدول النامية عنها، زيادة التعرفة الجمركية على الاستيراد وخاصة التعرفة التي طبقتها ولا زالت أمريكا على منتجات الصين، مصنع العالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل، بناء على ذلك، سنشهد موجة اضطرابات أخرى في الوطن العربي قد يسموه "الربيع العربي الثاني" خلال المرحلة القادمة؟
كل التعليقات ( 0 )
أخبار ذات صلة