بواسطة
من سيقلب الطاولة في المنطقة امريكا ام الصين ….
ان ما بعد الحرب الروسية الناتو اوكرانية ليس كما قبلها، حيث اعطت هذه الحرب للدول التحرك والبحث عن تغيير اللعبة القديمة الى اصطفافات ومحاور جديدة تعيد للأذهان اصطفافات ما قبل الحرب العالمية الثانية .. فعدو اليوم صديق وصديق الامس عدو وهكذا هي السياسة فالمصالح تتصالح … فالحرب الروسية الاوكرانية وحتى لو طال امدها فلن تهزم روسيا ولا الناتو حيث اصبحت حرب استنزاف للطرفين حيث لم تستخدم روسيا ولا الناتو كافة اسلحتهم الفتاكة ..…. فسياسة الاحتواء بالترغيب والترهيب والتبعية التي مارستها دول الغرب وامريكا سابقا اصبحت الان لا جدوى منها بعد ان رفضت روسيا والصين هذه السياسة ..فمارست امريكا مثلا سياسة الترهيب والاحتواء لدول الخليج تارة في بعبع صدام وخطره وتارة اخرى ايران وخطرها، ثم اشعلت الحرب بينهم لتبقى المنطقة تحت السيطرة والحماية الامريكية ..فاليوم الصين تخترق هذه السياسة وتدخل على ملعب امريكا في الشرق الأوسط، وقد تقلب الطاولة حيث لعبت دورا مهما في اعادة علاقة السعودية مع ايران، الدولتين المهمتين في العالم من حيث الطاقة وطريق الحزام الصيني.
وحيث تحاول الصين اطفاء النزاعات في المنطقة لصالح تنفيذ مشاريعها، استطاعت الصين وروسيا ان تنسج مع دول المنطقة علاقات اقتصادية وعسكرية مشتركة ومشاريع تنموية بعيدا عن الاملاءات او الاحتواء السياسي التي مارستها امريكا لعقود.. ومن جهة اخرى تحاول امريكا ايضا نسج احلاف جديدة على غرار التحرك الصيني بأحلاف جديدة لمحاصرة الصين وروسيا في اسيا. وهذه المحاور قد تكون بادرة لحرب كبرى عالمية او طريق لتعدد الاقطاب.. اما دور الصين في المصالحة التاريخية بين السعودية وايران فهي بحاجة لهذه المصالحة لتامين الطاقة والامن لطريق الحرير فهي تعتبر هذا الاتفاق مهم لها وضروري، والدولتان ذات اهمية استراتيجية في العالم ويعتبر هذا الاتفاق لأمريكا وإسرائيل ضربة مؤلمة ومفاجئة ..
السؤال المطروح هل ستقلب امريكا وإسرائيل الطاولة على الصين وطريق (حزام الحرير ) الذي سيربط العالم؟ وهل إسرائيل ستصمت عن النووي الإيراني؟ فالصحف الامريكية تقول ان ادارة بايدن فشلت في ادارة الصراع في المنطقة وخاصة مع السعودية وسمحت للصين مليء الفراغ ولا بد من تحرك امريكي واسرائيلي لقلب الطاولة.. واعتقد ان التحرك قد يكون أمنى على الساحة في لبنان او اليمن او العراق وسوريا اضافة الى عقوبات على الجميع ومحاولة خلط الاوراق لإفشال الصين. امريكا غير سعيدة بهذا الاتفاق وقلقة من ازدياد نفوذ الصين في المنطقة والتي تعتبرها مجالها وساحتها التاريخية وقد تقوم بالتحرك لإفشال الاتفاق او منع الصين من التمدد في المنطقة …
ويعتبر ابن سلمان والذي خرج عن طوع وعباءة امريكا والغرب ويمارس سياسة التنوع والاستقلال في العلاقات ويحاول توطين الصناعات العسكرية الصينية والروسية على اراضيه بدل الرضوخ المستمر للضغط الأمريكي والاستفزاز المتواصل قد فرش الطريق للصين، فالسعودية قد تغير خريطة المنطقة وتهز عرش أمريكا والتي كان لها الدور الأكبر في الثمانينات في دعم الاقتصاد الأمريكي وانعاشه في ازماته الاقتصادية …
ان إعادة علاقة إيران بالسعودية ستستفيد منها إيران داخليا وفك عزلتها والتخفيف من العقوبات، وكذلك ترتيب اوراقها من جديد مع العالم العربي باحترام استقلالية الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. والسعودية بدورها تستفيد بمسالة وضع حد لحرب اليمن ثم مسالة التدخل في العراق ولبنان وسوريا والبحرين ومسائل أخرى على نطاق ألعالم العربي وتهدئة الأوضاع المتوترة في العالم العربي والإسلامي للتفرغ للتنمية الاقتصادية ومشاريع الأمير بن سلمان الطموحة.
أخبار ذات صلة
كل التعليقات ( 0 )