في ذكرى اليوم العالمي للمرأة
تاريخ النشر 08 Mar 2023

بواسطة


 يحتفل العالم في شهر مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة ويذكرنا تراثنا بأن المرأة في عهد رسول الله محمد، عليه صلوات الله وسلامه، كانت تشارك في مجالس وضع القرار، ويروى عن الرسول قوله "النساء شقائق الرجال". وتوصف المرأة في الأدب العالمي بأنها ‫"نصف‬ السماء".

 وورد تكريم المرأة في القرآن الكريم في العديد من الآيات الكريمة بينما كانت الفتاة حين مولدها تدفن في التراب، جاء القرآن بهجاء تلك العادة الهمجية: "واذا النفوس زوجت، وإذا الموءودة سئلت باي ذنب قتلت" (سورة التكوير 8-9)، ولم تقف الشريعة عند هذا الحد بالنسبة للمرأة، إذ عمدت إلى تحريرها في العديد من الميادين.

‏ ففي الميدان الاقتصادي، جاء في سورة النساء "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، مما قلّ منه أو كثر نصيبا مفروضا" (الآية 7 ). وتغنّى أمير الشعراء أحمد شوقي بضرورة تعليم المرأة قائلا: " وإذا النَّسـاءُ نشـأنَ في أُمِّـيَّةٍ —– رضـِعَ الرجالُ جَهالةً وخُمولا".

‏وإبرزت الامثال العربية أخطار الجهل، فأوردت: "حينما تكون الجهالة نعيما، فمن الحماقة أن تكون حكيما" وامعنت في هذا المعنى بالقول: "استراح من لا عقل له". واثرانا أبو الطيب المتنبي في هذا المجال بقوله: "ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأبو الجهالة في الشقاوة ينعم".

 وكيف ننسى البحتري اذ هجا الجهل بقوله: "أرى العقل بؤسا في المعيشة للفتى، ولا عيش إلا ما حباك به الجهل". وتردد في مصر صدى ما قدمه قاسم أمين وهدى شعراوي من تمجيد دور المرأة الهام بل والأولوي في المجتمع العربي، وفي عام 1860 سارع الخديوي إسماعيل بأنشاء أول مدرسة للبنات في العالم الإسلامي.

 وطالما أحاطت المملكة العربية السعودية وهي موضع الأماكن المقدسة (ونحن حجازيون الأصل) المرأة السعودية بسياج من القوانين والأعراف التي تلزمها بتغطية نفسها من قمة رأسها إلى قدميها بالسواد فلن يغنيها البترول الكثير مهما توافق من برامج للتقدم، مثلما أطلق سمو الامير محمد بن سلمان من رؤية لعام 2030. ونحن الآن في عام 2023 ولا وضوح من أجل إزاحة الرمال التي تحيط بالمرأة السعودية بدعوى الدفاع عن الشريعة.

 ومن ظواهر التناقض تعيين محمد لسفيرة للسعودية في واشنطن وهي ريما بنت الامير السعودي بندر بن سلطان، وهي تحتل منصبا يعتبر أهم مناصب الخارجية السعودية، ولكنه منصب متجمد، ربما للخوف من الحوار المفتوح. هل ظهرت سعادة السفيرة في وسائل الإعلام الأمريكي من تلفزيون وصحافة وما شاكلها كي تشرح دور السعودية في دفع عجلة التحديث في الأمة العربية؟ وبالمقارنة نرى سفيرة أوكرانيا في واشنطن تثري الرأي العام الأمريكي بالعديد من المشاركات والمداخلات لتفنيد المزاعم الخاطئة التي يتقول يمثلها فلاديمير بوتين.

 إن كانت لا تجيد اللغة الإنجليزية، فليس هذا بالحائل دون إيصال المعلومة باللغة العربية مع الترجمة الفورية إلى الإنجليزية. وجود منصب سفيرة للسعودية في أهم بلد في العالم بالنسبة للسعودية يشرفنا جميعا، ولكننا لا نراها تشارك وتحاور وتتحدي ما يوجه إلى السعودية من اتهامات خاطئة ومغرضة، وقد تكون ريما بنت الامير بندر بن سلطان ليس لديها هذا السلاح الماضي. وهو سلاح نستشعر نحن أبناء وبنات الجالية العربية في أمريكا أهميته القصوى اذ هو بمثابة اللوبي العربي القوي!!

 نخرج من هذا كله إلى القول بأن دور المرأة السعودية في صنع القرار السيادي يبدو انه غير موجود، ودورها في صياغة الرأي العام العالمي غير محسوب وظهورها على المسرح العالمي لا يضارع دور المرأة في الإمارات العربية المتحدة التي استقدمت كبار الإعلامين الأمريكيين إلى شواطئها اعلانا لصعود المرأة العربية في معايير نهوض المرأة.

 نعم سمحت السلطات السعودية للمرأة أخيرا بقيادة السيارة، ولكن هل تستطيع تلك السيارة بأن تحمل المرأة السعودية إلى المطار دون وجود محرم معهاـ والتحرك والسفر بأمان الى الخارج؟ دول الخليج الأخرى اسبق من السعودية في هذا المضمار. الكويت مثلا تدرب الفتيات على قواعد الدبلوماسية الدولية وتجلسهم في هيئات الأمم المتحدة وكذلك الحال مع الدول العربية الأخرى. نحن لا نرى وربما لا نعرف أن امرأة سعودية تحتل منصب وزيرة في الحكومة السعودية وحتى التدريب على التكنولوجيا للحاق بالعصر الحديث أستدعى خلق كلية بأمر من المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكان بعيد عن المراكز العمرانية الكبرى خوفا من الاتهامات الصادرة من المؤسسة الدينية وهي الاتهامات الباطلة التي يفسرها الوهابيون بخلاف ما أراده المصلح الإسلامي محمد بن عبد الوهاب نفسه.. لم يورد القرآن الكريم لفظ "الحجاب" إلا في حالات محدودة من المشاركة في المجالس العمومية.

الرجل السعودي قد ينطلق في الفضاء الخارجي وعلى المرأة الان ان تنطلق في الفضاء الداخلي.




كل التعليقات ( 0 )

أخبار ذات صلة

المزيد من الأخبار

جميع الحقوق محفوظة © 2023 الحوادث
طورت بواسطة : Zahid Raju