اعداد الدكتورة الصيدلانية غادة زهير أبو كويك
كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ان سبب تفشي مرض “جدري القرود” في العالم، إلى مهرجان لتجمع الشواذ جنسياً على مستوى العالم. وعزت سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية، انتشار مرض جدري القرود بشكل ملحوظ بين “المثليين ومزدوجي الميول الجنسية” في كل من المملكة المتحدة وأوروبا.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن هذا المهرجان قد حضره أكثر من 80 ألف شخص من جميع العالم، وقد كان مكان المهرجان في جزر الكناري، وأنه كان هو البؤرة التي تفشى منها مرض “جدري القرود” إلى بقية أنحاء العالم.
وأكدت الديلي ميل أن هؤلاء االمثليين قد حضروا المهرجان فتفشى بينهم ثم عادوا لبلادهم وانتشر فيها. والدول التي وصلها إليها الوباء حتى الآن هي: بريطانيا، اسبانيا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، البرتغال، السويد، إيطاليا، أمريكا، كندا، أستراليا.
هذا وذكرت وسائل الاعلام ان اسبانيا اغلقت مراكز خاصة بالمثليين فان القلق يتزايد بشأن جدري القرود، مسلطا الضوء على المثلية الجنسية
وبحسب الوكالة البريطانية للأمن الصحي، يعرف عدد من المصابين بمرض جدري القرود عن أنفسهم بأنهم 'مثليون أو مزدوجو الميول الجنسية أو رجال يقيمون علاقات جنسية مع رجال آخرين'.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إنها تريد الإضاءة، بالتعاون مع بريطانيا، على الإصابات بجدري القردة التي ترصد في هذا البلد منذ بداية مايو/أيار، خصوصا في مجتمع المثليين.
علامات المرض وأعراضه
تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.
ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:
فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)؛
فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.
ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية (في 70% من الحالات) والأعضاء التناسلية (30%) وملتحمة العين (20%)، فضلاً عن قرنيتها (مقلة العين).
ويُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.
وعادةً ما يكون جدري القردة مرض محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.
فهل تنتقل عدوى فيروس جدري القرود عبر الممارسة الجنسية؟ وما هي العلاقة بين المثلية الجنسية والعدوى؟ وما هي تطورات انتشاره؟
قالت السلطات الصحية البريطانية إنها تشتبه في حدوث إصابات بجدري القرود عبر علاقات جنسية بين أشخاص مثليي الجنس، وهو ما أكدته أيضا السلطات الصحية في كندا
وأعلن خبراء في الرعاية الطبية ببريطانيا أنه سيتم لقاحات جدري القرود للمثليين “كجزء من حملة مركزة لمواجهة تفشي هذا المرض في المملكة المتحدة”.
انتقال المرض، وهل العدوي مرتبطه بالمثلين الجنسيين؟
ان ربط انتقال العدوى بفيروس جدري القردة بالمثلية الجنسية، رغم تسجيل أكثر الحالات وسط نشطائها، قد يزيف الوعي حول طرق انتقال العدوى، والتي ليس ضمنها الجنس.
وبحسب تقرير صدر من مستشفى جامعة ليل بفرنسا، فانه لا ترتبط الطريقة المعتادة لانتقال جدرى القرود ارتباطًا مباشرًا بالاتصال الجنسي. وأن المثليين جنسياً المصابون بالعدوى أصيبوا بها بالتأكيد عن طريق جرح أثناء ممارسة الجنس، لكن هذا لا علاقة له بميولهم الجنسية، و أن “الطريقة السائدة للانتقال هي الاتصال الوثيق، لذلك يمكن أن تحدث أثناء أية ممارسة الجنس غير المحمي.
وحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن أن ينجم انتقال المرض من إنسان مصاب إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.
وبحسب تصريح المنظمة، فانه ينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير. كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، ولا توجد حتى الآن أيّة بيّنات تثبت أنّ جدري القردة يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر.
وتضيف المنظمة الصحية أنه تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية. ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.
وقال الدكتور كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: “غالبا ما يكون جدري القردة مرضاً يحد من نفسه، وسوف يتعافى معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة دون علاج. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض أكثر حدة، خاصة عند الأطفال الصغار والحوامل والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة.”
ويقول الدكتور كلوغ: “مع دخولنا موسم الصيف في المنطقة الأوروبية، ومع التجمعات العامة والمهرجانات والحفلات، أشعر بالقلق من احتمال انتقال العدوى بشكل أسرع، حيث أن الحالات التي يتم الكشف عنها حالياً هي من بين أولئك الذين يمارسون نشاطاً جنسياً، والأعراض غير مألوفة للكثيرين.”
وأضاف أن غسل اليدين، بالإضافة إلى التدابير الأخرى التي تم تنفيذها خلال جائحة كوفيد-19، ضرورية أيضاً للحد من انتقال العدوى في أماكن الرعاية الصحية.
مع مرور الأيام، ترتفع حالات الإصابة بمرض جدري القرود، وتتسع رقعة انتشاره. وأعلنت 11 دولة في أوروبا وأميركا الشمالية عن رصدها إصابات بجدري القرود، بينها بريطانيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وفرنسا وبلجيكا وكندا وألمانيا والولايات المتحدة وأيضا في إسرائيل عن رصدها حالات إصابة بجدري القرود.
وأعلنت وزارة الصحة الإسبانية، الجمعة، أن إجمالي عدد المصابين بالمرض في إسبانيا ارتفع إلى 39 شخصا، وهي الدولة التي يوجد بها أكبر عدد من حالات الإصابة بالمرض في أوروبا.
الوقاية من المرض و الحد من خطورته
إن المخالطة الحميمة للمرضى أثناء اندلاع فاشيات جدري القردة البشري هي من أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بعدوى الفيروس المسبّب للمرض. وفي ظل غياب علاج أو لقاح محدّد لمكافحته، فإن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بعدواه هي إذكاء الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له. ولا غنى عن تدابير الترصد والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة من أجل احتواء الفاشيات.
وينبغي أن تركزّ رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية على الحد من الخطرين التاليين:
الحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر. ينبغي تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.
الحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر. ينبغي أن تركّز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس في البلدان الموطونة به على طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها.
٠ينبغي أن يطبق العاملون الصحيون التحوطات المعيارية في مجال مكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابين بعدوى يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس جدري القردة، أو يناولون عيّنات تُجمع من أولئك المرضى.
٠لابد أن ينظر العاملون الصحيون والمعنيون بعلاج المرضى المصابين بجدري القردة أو الأفراد الذين يتعرّضون لهم أو لعيّنات تُجمع منهم، في إمكانية حصولهم على تطعيم ضدّ الجدري من سلطاتهم الصحية الوطنية، على أنه ينبغي ألا تُعطى لقاحات الجدري القديمة لمن يعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية.
٠وينبغي أن يتولى موظفون مدرّبون يعملون في مختبرات مجهّزة بالمعدات المناسبة عملية مناولة العيّنات التي تُجمع من أشخاص يُشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس جدري القردة ومن حيوانات يُشتبه في إصابتها بها.
الوقاية و الحجر الصحي
أصبحت بلجيكا أول دولة تطبق الحجر الصحى الإجبارى لمدة 21 يومًا ضد جدرى القرود،و قالت السلطات الصحية البلجيكية إن أولئك الذين أصيبوا بالفيروس سيضطرون الآن إلى عزل أنفسهم لمدة ثلاثة أسابيع..
أن فترة حضانة جدري القردة تمتد إلى 21 يومًا، مما يعني أن ظهور الأعراض قد يستغرق ثلاثة أسابيع، تشمل الأعراض الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق، يمكن أن يتطور الطفح الجلدي، وغالبًا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية، يمكن أن يبدو الطفح الجلدي مثل جدري الماء أو مرض الزهري، ويمكن أن تتشكل القشور التي تسقط بعد ذلك.
يتم تقديم هذا المحتوى لأغراض التوعية فقط. ولا يقصد بأي حال من الأحوال أن تحل هذه المعلومات محل التشخيص او العلاج الطبي أو المهني المؤهل. نوصي باستشارة أخصائي موثوق به
تنويه طبي هذا المحتوى هو لأغراض معلوماتية فقط. وليس بديلاً عن النصائح والتعليمات الطبية المهنية أو التشخيص أو العلاج. مطلوب دائمًا استشارة طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل بشأن أي استفسار قد يكون لديك بخصوص الحالة طبية او الصحية.
اشترك في نشرتنا الاخبارية
اشترك في نشرتنا الاخبارية
اشترك في نشرتنا الاخبارية