اعداد الدكتور أيمن حمدان - اختصاصي القلب والاوعية الدموية
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
هو ضغط الدم الزائد على جدران الاوردة والشرايين ويُحدَّد ضغط الدم حسب كمية الدم التي يضخها القلب وحسب مستوى مقاومةِ تدفق الدم بالشرايين. كلّما ضخ القلب دمًا أكثر وكلما كانت الشرايين أضيق، كان ضغط الدم مرتفعًا أكثر.
هنالك نوعان من ارتفاع ضغط الدم:
- ارتفاع ضغط الدم الأولي (رئيسي): في 90% - 95% من الحالات عند البالغين، ليس متوفرا تعريف مسبّبها. يميل هذا النوع إلى التطور تدريجيًا، على مدى سنين عدة.
- ارتفاع ضغط الدم الثانوي: عند الــ 5% - 10% المتبقين، يتولد هذا النوع نتيجة لمرضٍ آخر، ويظهر عادةً بشكلٍ مفاجئ ويسبب ضغط دمٍ أعلى من ذلك الذي يسببه الأولي.
بعض الناس يعانون من ارتفاع ضغط الدم (High blood pressure) لسنواتٍ دونَ أن يشعروا بأي عَرَض. يتطور ضغط الدم المرتفع في الغالب على مدى سنواتٍ طويلة، وفي نهاية الأمر يظهر عند كل الناس تقريبًا. ولحسن الحظ، إن اكتشاف المرض سهلٌ جدًا، بالتالي تكون السيطرة عليه ممكنةً بمساعدة الأطباء.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
لا تظهر اعراض ارتفاع ضغط الدم لدى أغلب الناس الذين يعانون منه، كذلك الأمر في الحالات التي يسجل فيها ضغط الدم قيمًا مرتفعةً إلى درجة تشكيلها خطرًا.
عند قسم من المرضى تظهر، في مراحل المرض الأولى، الاعراض التالية:
· أوجاعٌ خفيفةٌ في الرأس
· دوخة
· أو نزيفٌ من الأنف بشكلٍ يفوق العادة.
لكن هذه الأعراض والعلامات تظهر عادةً عندما يصل المرض مرحلةً متقدمةً أكثر، إلى حد تشكيله خطرًا على الحياة.
أسباب وعوامل خطر ارتفاع ضغط الدم
- أمراضٌ وأدوية عدة تعتبر من اهم اسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، من بينها:
- أمراض الكلى
- أورام في الغدة الكُظـْريّة (Adrenal gland)
- أدوية معينة مثل: حبوب منع الحمل، أدوية ضد الزكام، أدوية لتخفيف الاحتقان
- مسكّنات أوجاع بدون حاجة إلى وصفة طبية وعدد من الأدوية التي بحاجة إلى وصفة طبية
- مخدرات كالكوكائين والأمفيتامين (منبّه عصبيّ - Amphetamine).
عوامل الخطر
ثمة عوامل عديدة تزيد من خطر الإصابة بفرط ضغط الدم، بعضها لا يمكن السيطرة عليه، والتي تشمل:
- السن: يزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم بالسن. في بداية منتصف العمر، يكون المرض أكثر شيوعا بين الرجال. أمّا النساء فيملن إلى الإصابة بالمرض في فترة ما بعد الإياس (سن 'اليأس' - Menopause)
- التاريخ العائلي: يميل فرط ضغط الدم إلى الانتقال وراثيًا.
عوامل خطر إضافية أخرى، يمكن السيطرة عليها:
وهي تتمثل في:
- فرط الوزن أو السمنة (Obesity): كلّما كان الإنسان أعلى وزنًا، كان بحاجةٍ إلى المزيد من الدم كي يكون قادرًا على إيصال الأكسجين والمواد المغذية إلى أنسجة الجسم المختلفة. وكلّما كانت كمية الدم المتدفق في الأوعية الدموية أكبر، كان الضغط على جدران الشرايين أكبر.
- انعدام النشاط البدني: وتيرة عمل القلب لدى الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا هي أعلى منها لدى الذين يمارسونه. وكلّما زادت سرعة عمل القلب، كان القلب بحاجةٍ إلى بذل جهد أكبر عند كل انقباض، مما يزيد الضغط على الشرايين. بالإضافة إلى ذلك، فإن انعدام النشاط البدني يزيد خطر السمنة.
- التدخين: تدخين التبغ يؤدي إلى رفع ضغط الدم بشكلٍ فوري ومؤقت. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تضر بجدران الشرايين. ونتيجة لذلك، قد تصبح الشرايين أضيَق، ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- تغذية كثيرة الملح (صوديوم): إن وجود كمية كبيرة جدا من ملح الطعام (الصوديوم) في النظام الغذائي قد يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، الأمر الذي يسبّب ارتفاع ضغط الدم.
- تغذية قليلة البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم على موازنة مستوى الصوديوم في الخلايا. عندما لا يتم استهلاك أو تخزين، كمية كافية من البوتاسيوم، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم كمية كبيرة جدا من الصوديوم في الدم.
- تغذية قليلة الفيتامين 'د': من غير الواضح ما إذا كانت التغذية التي تفتقر إلى فيتامين 'د' يمكن أن تسبب فرط ضغط الدمٍ، أم لا. يعتقد الباحثون بأن فيتامين 'د' يستطيع أن يؤثر على إنزيم تنتجه الكليتان ويؤثر على ضغط الدم.
- تناول الكحول: تناول الكحول قد يسبب إفراز هورموناتٍ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وازدياد سرعة القلب.
- التوتر: المستويات العاليةٌ من التوتر تؤدي إلى ارتفاعٍ مؤقتٍ، لكن دراماتيكي. محاولات الاسترخاء من خلال الأكل الكثير، تدخين التبغ أو شرب الكحول، قد تؤدي إلى تعقيد مشاكل ضغط الدم.
- الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة (بما فيها الكولسترول المرتفع، السكري، الأرق وأمراض الكلى) قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفرط ضغط الدم.
- في بعض الأحيان يكون الحمل عاملا مؤثرا في ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم منتشرٌ، أساسًا، بين البالغين، لكنّ الأطفال أيضًا قد يكونون عرضة للإصابة به، في بعض الأحيان.
يتطور ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأطفال كنتيجة لمشاكل في الكلى أو في القلب. لكن عددا كبيرا ومتزايدا من الأطفال يصبح معرّضا للإصابة بفرط ضغط الدم نتيجة عادات حياتية سيئة، مثل التغذية غير السليمة وغير الصحية وانعدام النشاط الجسماني.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
ضغط الدم الزائد على جدران الشرايين، قد يسبب ضررًا للأوعية الدموية ولأعضاءٍ أخرى في الجسد. كلّما كان ضغط الدم مرتفعًا أكثر وكلّما بقي مرتفعًا دون علاج لفترةٍ طويلة أكثر، يكون الضرر أكبر.
عدم علاج ضغط الدمٍ المرتفعٍ قد يؤدي إلى:
- الإضرار بالأوعية الدموية
- تمدّد موضعي لجدران الأوعية الدموية - Aneurysm)
- توقّف القلب (Cardiac arrest)
- انسداد أو تمزّق أوعية دموية في الدماغ
- ضعف وتضيّق الأوعية الدموية في الكليتين
- تكثـُّف، تضيـُّق أو تهتك الأوعية الدموية في العينين
- مشاكل في الذاكرة أو في الفهم.
تشخيص وقياس ضغط الدم
لاكتشاف ارتفاع الضغط وعلاجه يتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز خاص يتألف من سوار قابل للانتفاخ يُلَفّ حول الذراع (للحدّ من تدفق الدم)، مقياس ضغط زئبقيّ ميكانيكيّ، منفاخ وصمّم تحكّـُم.
تكون نتائج القياس بوحدات ميليمتر زئبق (ملم زئبق) وتتضمن هذه النتائج قيمتين (عددين):
- العدد الأول، أو الأعلى - يقيس الضغط في الشرايين في مرحلة الضغط الانقباضيSystolic Pressure أي عند تقلـُّص عضلة القلب بينما هو ينبض.
- العدد الثاني، أو الأدنى - يقيس الضغط في الشرايين (بين النبضات (الضغط الانبساطي - Diastolic Pressure
قيم قياس ضغط الدم
الطبيعي هو 120-80
مرتفع القراءة الأعلى بين 130-139 او الأدنى بين 80-89
مرتفع جدا اكثر من 140 او السفلي اكثر من 90
علاج ارتفاع ضغط الدم
التغيير في نمط الحياة قد يساعد بشكلٍ كبير على موازنة ضغط الدم. غير أن التغيير في نمط الحياة، وحده، لا يكون كافيًا في بعض الأحيان. فبالإضافة إلى ممارسة النشاط الجسماني وتغيير عادات التغذية، قد يصف الطبيب أيضا بعض الأدوية لخفض ضغط الدم.
أدوية لعلاج ضغط الدم
يتعلق ارتفاع الضغط وعلاجه او علاج ضغط الدم المرتفع الذي يوصي به الطبيب بمستوى ضغط الدم عند المريض وبالمشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها. من بين الادوية الموصى بها:
- مُدرّات البول (Diuretic) من مجموعة التيازيد (Thiazide)
- مُحْصِرات المُسْتَقْبِلاتِ البيتا (Beta - blocker)
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
- مُحْصِرات مستقبل الأنجيوتنسين 2
- محصرات قنوات الكالسيوم
- مثبطات الرينين (Renin)
بعد النجاح في الوصول إلى مستوى ضغط الدم المطلوب، قد يوصي الطبيب بتناول الأسبيرين بشكلٍ يوميّ، لتقليل خطر الإصابة بأمراض قلبية
من أجل تخفيض الجرعة الدوائية اليومية، قد يدمجُ الطبيب عدة أنواعٍ من الأدوية بجرعةٍ منخفضة، بدلًا من نوعٍ واحد بجرعةٍ مرتفعةٍ جدًا.
والحقيقة، إن تناول نوعين من الأدوية أو أكثر في آنٍ واحد، في أحيانٍ كثيرة، أكثر فائدة من تناول نوعٍ واحد من الدواء.
وأحيانًا، تكون القدرة على اختيار الدواء الأنجع، أو دمج الأدوية الأكثر فائدة، حصيلة التجربة والخطأ.
العلاجات البديلة والمساعدة
- التغذية الصحيحة والسليمة، هنالك عدة إضافات غذائية (أغذية تكميلية) قد تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع وتشمل:
الثوم.
الخضراوات الورقية ...
التوت والفراولة ...
البنجر الأحمر (الشمندر) ...
الحليب الخالي من الدسم والزبادي ...
الشوفان ...
الموز ...
سمك السلمون والماكريل
البندوره
الكالسيوم
الكاكاو
زيت كبد سمك القدّ ( Cod liver oil)
الإنزيم Q-10 Coenzyme) Q-10)
الأحماض الدهنية أوميغا 3
الطريقة المُثلى تناول مأكولاتٍ غنيٍةٍ بهذه المواد، لكن يمكن استهلاكها أيضا من خلال تناولها بالمكملات (أقراص أو كبسولات).
يُوصى باستشارة طبيب قبل تناول مثل هذه الأغذية التكميلية خلال تلقّي علاج ضغط الدم. هناك أغذيةٌ تؤثر على فاعلية الأدوية وتؤدي إلى أعراضٍ جانبيةٍ مؤذية.
- ممارسة النشاط البدني هي الطريقة المُثلى من اجل علاج ضغط الدم المرتفع. كذلك، من الممكن ممارسة تقنيات استرخاء، مثل اليوغا أو التنفس العميق، لتحقيق الهدوء النفسي وخفض مستوى التوتر. طرق الاسترخاء هذه قد تخفّض ضغط الدم المرتفع بشكلٍ مؤقت.
تنويه طبي هذا المحتوى هو لأغراض معلوماتية فقط. وليس بديلاً عن النصائح والتعليمات الطبية المهنية أو التشخيص أو العلاج. مطلوب دائمًا استشارة طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل بشأن أي استفسار قد يكون لديك بخصوص الحالة طبية او الصحية.
اشترك في نشرتنا الاخبارية
اشترك في نشرتنا الاخبارية
اشترك في نشرتنا الاخبارية