menu
person
الحوادث لعرب أمريكا - نيويورك الكبرى
Thursday, June 12, 2025 - 9:45:23 PM
Alhawadeth Newspaper for Arab Americans


assistant_navigation
View English Version

يحلو للثعالب لبس ثوب الحمل

عدنان خليل
بقلم‎ عدنان خليل
تم النشر :  Tuesday, November 8, 2022  -   3:47:07 AM

تاريخ النشر 25 Mar 2023

“هذه المرأة لم تكن قادرة على تلاوة الصلوات" قال رجل الدين القس ماثر، وأضاف "إن هذه المرأة كانت في حالة عصبية طوال الوقت" وأفاد انها كانت تضربه بالكتب على رأسه. واعتبر هذا الكاهن ان جميع هذه الشواهد دليلا دامغا على أنها ساحرة. وعليه تم الحكم عليها وتم اعدامها بتهمة ممارسة السحر.

جاء ذلك في عام 1688 في بلدة سالم في مستعمرة خليج ماساشوسيتس، وهذه الحادثة نموذجا لما كان يحدث في تلك الحقبة حيث شاع فيها رهاب السحر وأصبح هوسا شعبيا عندما ترافق مع ظواهر أخرى طبيعية غير مفهومة لديهم آن ذاك. مما أدى الى قيام الحكم بإنشاء محكمة وبمعاونة رجال الدين نفذوا إجراءات قسرية، اصطلح عليها بمطاردة الساحرات ( witch hunt )، بحثا عن متهمين بأعمال السحر ومحاكمتهم واعدامهم. وقد اعتبرت محاكمات بلدة سالم في التاريخ الأمريكي الحديث انها أكثر الوقائع ظلما ودموية، كونها محاكمات ادت إلى إعدام الأبرياء الضعفاء وخاصة النساء في غياب الأدلة".

دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، لبس ثوب الحمل، ويردد انه يتعرض لإجراءات مطاردة الساحرات محاولا ابراز أن ظلما يحيق به، ومن ذلك انه أرسل خطابا اثناء ولايته عام 2019 إلى رئيسة مجلس النواب في ذلك الوقت، نانسي بيلوسي، قال فيه إن "المتهمين بالسحر في بلدة سالم تلقوا محاكمة أكثر عدلا". في إشارة الى محاكمته وعزله في مجلس النواب.

عاد ترامب وأعلن ترشحه لانتخابات 2024 الرئاسية، وبدأت متعة مسلسلات التهريج التي يؤديها أمام الاعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، على الرغم من الطيف الواسع للملاحقات القانونية التي يتعرض لها المتمثلة باستدعائه من قبل المدعي العام لمنطقة مانهاتن نيويورك، ألفين براج، نتيجة اتهامه باستخدام أموال حملته الانتخابية للتستر على فضيحة ممارسته الزنا مع ممثلة افلام الجنس ستورمي دانيلز، حسب شهادة الأخيرة وشهادة محاميه السابق كوهين، إضافة لوجود لجنة في ولاية "جورجيا" مشكلة من 22 شخصًا تنظر في قضية ضغط ترامب على مسؤولي الانتخابات لتغير نتائج الانتخابات لصالحه وضلوعه في إعاقة العملية الديمقراطية عام 2020، كذلك ملاحقته قانونيا نتيجة الاستيلاء على 300 وثيقة سرية عمدا من البيت الأبيض ، هذا عدا عن ملابسات قضية التمرد واقتحام الكونجرس في السادس من يناير 2021.

وعلى الرغم من كل ذلك لا زال دونالد، يلبس ثوب الحمل، ويربط الاتهامات الموجهة له بالحزب الديمقراطي وأجهزة الدولة العميقة ويدرجها في باب مطاردة الساحرات، لإثارة تعاطف مؤيديه، زعم دونالد ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه سيتم اعتقاله يوم الثلاثاء الماضي، على اثر استدعائه للتحقيق بشأن دفعه المال لإسكات الممثلة دانيالز، وخلال إعلانه عن احتمالية اعتقاله من جانب السلطات، دعا أنصاره إلى "الاحتجاج واستعادة أمتنا" حسب تعبيره وجرى بث صورا مفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر قيام رجال الامن بالقبض عليه وهو يحاول الافلات من قبضتهم. طبعا لم يتم القبض عليه في ذلك اليوم، بل قام هو بالتهجم على المدعي العام وصفا إياه بالحيوان.

من الواضح ان استراتيجية ترامب مبنية على استحواذ اوقات المشاهدين من خلال تضخيم الهجوم عليه إعلاميا وتهويل ملاحقته قانونيا، مع التمثل بمظهر المظلوم المطارد، ليؤكد نظرية المؤامرة التي يتبناها مؤيدوه بمن يعرفون ب)ماجا) MAGA وليعزز ارتباطهم به مما سيشكل درعا حاميا له في حال ادانته في المحاكم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان زرع الرعب الاقتصادي والرعب من الاخر ومن الهجرة لاستقطاب فئات أخرى من المجتمع الأمريكي مما سيزيد من حظوظه بالفوز في الانتخابات.

هذه الاستراتيجية نجحت في انتخابات عام 2016، ونجحت في استقطاب فئات اجتماعية من البيض وتشكيل كتلة قوية تدعى "ماجا" عززت من قوة الحزب الجمهوري لكنها "ألّهت" دونالد ترامب وهددت السلم في المجتمع الأمريكي، .

في المقابل توحدت القوى النقيضة وفشل تيار ترامب في انتخابات أعوام 2018 و2020 و2022 على التوالي، وفي تقرير للمتحدثة السابقة جين ساكي تقول ان هناك تقوب في الدرع الواقي لترامب وان استطلاعا للرأي في ولاية أيوا أشار الى أن الجمهوريين الذين سيصوتون "بالتأكيد" لترامب في عام 2024 انخفض 20 نقطة منذ يونيو 2021. كما ان نائب الرئيس السابق مايك بنس اعترف بأن "التاريخ سيحاسب دونالد ترامب" عما فعله في 6 يناير.

وعليه هل ستنجح طرائق ترامب بالتظلم او بالتهديد، كما صدر عنه من تصريحات قبل يومين، في ان يفوز في انتخابات 2024 ؟! نحن نشك في ذلك ونعتقد انه وجماعته يخطون الطريق نحو الفوضى.


إخلاء مسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة موقف جريدة الحوادث والحوادث لعرب أمريكا او القائمين عليها

Share To :

Related News



جميع الحقوق محفوظة © 2025 الحوادث
Developed By: Zahid Raju