تجارة الموت تنتشر في نيويورك بين صفوف الجالية العربية وخاصة اليمنين في أمريكا
تاريخ النشر 25 Sep 2023

اليمنيون في امريكا

يمني بواسطة ©Depositphotos




الحوادث / نيويورك: كتب أحمد مراد
أصبح القتل بسبب الاختلاف العرقي والأيديولوجي والديني أمرًا واردًا وشائعًا، وليس من النادر أن تفتح صحيفة أو قناة تليفزيونية ناطقة بأي لغة، لتسمع وتقرأ خبرًا عن مقتل مهاجر أو مقيم بسبب خلافات عرقية وإثنية، لكن ثمة حوادث من نوع آخر، لا يكون القتل أو الترصد فيها بسبب لون البشرة، أو الاختلاف العرقي بل بسبب الصراع على مناطق النفوذ وتوزيع المكتسبات المادية، هذا النوع يزداد حدة خاصة مع وجود اختلافات عرقية في مؤخرة الصورة، مما يمنح الصراع زخمًا ويجعل تفنيد أسباب كل حادثة أمرًا صعبًا للغاية، وغالبًا ما تكون أوضاع المهاجرين في أي مجتمع عرضة للكثير من المشاكل والصعوبات ويكون وراء كل ذلك عوامل مثل صعوبة الاندماج أو الترصد من أبناء البلد الأصليين بدعوى تخوفهم من أن يستحوذ المهاجرون على الفرص المتاحة في العمل والسكن والترقية الوظيفية وغيرها، وتعاني الجاليات العربية بصفةٍ عامة من صعوبات مضاعفة، مثل صعوبة الاندماج من ناحية ومخاوف ذوبان الهوية الأصلية في مجتمع مفتوح ومليء بالفرص.
أدى هذا الواقع إلى ظهور نوعين متعارضين في الجاليات العربية من الحوادث: نوع منها موجه ضد أبناء الجالية ونوع آخر بين الأفراد في الجاليات العربية، ونظرًا للوضع الخاص الذي يحظى به اليمنيون في أمريكا، الجالية العربية اليمنية يزداد حضورها في نيويورك بانتظام وتحظى بمسموعات طيبة، وكما هم فعلا اليمنيون طيبون وكرماء.، لكن ازدادت حوادث العنف المرتبطة بهم بشكل كبير، إذ تم تسجيل سلسلة من الجرائم التي تورط فيها قلة من أفراد الجالية. هناك من تم سجنه أو قتله بسبب أعمال عنف، ويعكس الحادث المؤسف الذي وقع في 22 فبراير الجاري هذا التوتر، حيث ارتكب المهاجر اليمني الأمريكي عبد الغفور اسحاق جريمة قتل بحق زميله توفيق على الشعري في مدينة نيويورك، حيث أطلق النار عليه وأنهى بذلك خلافًا تقليديًا على العمل. تسجل هذه الجريمة حلقة جديدة في سلسلة حوادث العنف بين اليمنيين في الخارج..
هذا، وتكررت حوادث القتل والسطو على محلات العرب اليمنيين الأمريكيين بشكل لافت كونهم الأكثر تواجدا في مدينة نيويورك، ويصل عددها الى 4000 محل، وخلال الأعوام الأخيرة لقي عدد من المغتربين اليمنيين في أمريكا مصرعهم برصاص عصابات سطو مسلحة في حوادث متكررة. وفقدت الجالية اليمنية في أمريكا العام الماضي سبعة أشخاص على يد العصابات وهم: يحيى المنتصر، ومحمد قطيش، وأحمد المليكي، وزيد مثنى، وفضل موسى الشاب العشريني وسمير المريسي، وتستمر اعمال العنف والقتل المتتالية منذ بداية العام الحالي. وقد قابلتها موجة استنكار واسعة في صفوف الجالية اليمنية، ودفعتها لتنفيذ وقفات احتجاجية للمطالبة بسرعة إلقاء القبض على الجُناة، وحماية أبناء الجالية. ومن هذه الحوادث المؤسفة ان تعرض أمريكي من أصل يمني لاعتداء من قبل أمريكي إفريقي، مما نتج عنه إصابة بالغة، انتهت بالمجني عليه في غرفة العناية الفائقة. ومنها ما أصيب به المواطن اليمني الأمريكي "فهمي محمد صالح" حيث أصيب على يد لصوص في عملية سطو مسلحة بولاية "نيويورك" بالولايات المتحدة الأمريكية. وذكر أن اليمني كان يعمل في أحد المحلات التجارية، وبشكل مفاجئ أطلق مسلح الرصاص على المغترب اليمني، وأصابه بطلق ناري في رأسه، ليلحقه عقب سقوطه بإطلاق النار من جديد محاولا إنهاء حياته. الا أن المغترب اليمني نجا من موت محقق أحد المغتربين اليمنيين، برصاص أحد المسلحين، أثناء محاولة سطو مسلح في الولايات المتحدة الأمريكية. كما قتل المواطن اليمني الأمريكي “ناجي محمد عزان” على يد لصوص في عملية سطو مسلحة بولاية “نورث كارولينا” شرقي الولايات المتحدة الأمريكي.
وتتعدد اسباب العنف الموجه للعرب واليمنيين وخاصة ان العديد منهم يتواجد في المناطق الفقيرة ومعدلات الجريمة فيها مرتفعة ومنها:
• من أهم الاسباب هو تشريع بيع الماريجوانا في ولاية نيويورك، حيث سمحت السلطات بذلك لتحقيق جزء من الأرباح المالية المترتبة على هذه الصناعة القاتلة وتحصيل ضرائب عالية. لقد حقق أول محل رسمي لبيع الماريجوانا في ولاية نيويورك ارباحا صافية بلغت اثنا عشر ميلون دولار خلال ست أشهر فقط من العمل منذ تقنين بيع الماريجوانا في ولاية نيويورك تحت ضغط الحاجة الي أوعية ضريبية جديدة تضخ في التفاحة الكبيرة (نيويورك) التي يستوطن فيها المخدرات بالتزامن مع ضعف عمدتها أريك أدمز. وحيث ان اليمنيين يمتلكون العديد من محلات السجائر "smok shop" وهو ما جعلهم بعضهم تجار لهذا المخدر في محلاتهم كغيرهم من التجار. ذلك أدى الى نشوب صراع خفى بين تجار الماريجوانا وهؤلاء التجار العرب اليمنيين والذي يؤدي بدوره الى تعرض اليمنيين الأمريكيين لعمليات القتل، لقد اتضح ان الأطراف المحتكرة لتجارة الماريجوانا ترى فيهم تجار منافسين لها، متحججين بأن قيامهم بهذه التجارة وتداولها في متاجرهم تعدٍّ على هذا السوق الذي يحتكرونه.
• استهداف المحلات التجارية لليمنيين نتيجة استخدام النقد (المعاملات الكاش) وطول مده الدورية للعامل اليمني مما يؤدى الى وجود كميه كبيرة من النقد، فتكون محلات اليمنيين معرضه بشكل اكثر من غيرها لعمليات السطو المسلح و قتل العاملين بغرض السرقة، وهذا ما عكسه حادث دموي اخر والابطال فيه شابان يمنيان احدهم ٢٢ عام و الاخر ٢٠ عام يديرون محل سجائر smok shop و قاموا بتوظيف قاصر أمريكي فقام بسرقتهم فيما يساوى ٦٠ الف دولار وانتقاما من هذا المراهق قاما باختطافه وحاولا الهروب ولكن محاولتهم باءت بالفشل.
• ومع تكرار عمليات السطو على اليمنيين، أصبح واضحًا أن بعض المواطنين الذين تعرضت محلاتهم للاعتداء كانوا يروِّجون لأنشطة غير مشروعة، مثل بيع السجائر المفردة "لووس"، وهو ما يمنعه القانون الأمريكي بسبب الأسباب الصحية، حيث يُحظَر لمس السجائر إلا من قِبل مستخدمها فقط. هذا يعني أن بيع السجائر المفردة في عدد من محلات اليمنيين يتعارض مع القانون. وعادة ما يكون الجمهور الذي يقبل على هذه التجارة هم المستهلكون الذين يعانون من العديد من المشاكل. وقعت حادثة دموية تعود للعام 2020 في برونكس بنيويورك، حيث تم قتل الشاب اليمني محمد يحيى قطيش البالغ من العمر 20 عامًا في محل الديلي الذي كان يعمل فيه. وكانت السجائر "لووس" هي السبب وراء هذا الحادث، حيث دخلت امرأة المحل واشترت سيجارة مفردة "لووس". عند رفض الشاب اليمني البيع بسبب انتهاك القانون، نشبت مشاجرة عنيفة بين السيدة والشاب. لاحقًا تدخل شخص آخر وأطلق النار على الشاب اليمني وأرداه قتيلاً ولاذ بالفرار.
• عند معاينة محلات اليمنيين، يتبين أنهم لا يتخذون تدابير وقائية للسلامة. غالبًا ما يكون لديهم عدد قليل من العاملين لتحقيق أرباح أعلى في متاجرهم، وعادة ما يكون هناك عامل واحد فقط. كما يتوفر لديهم الكثير من النقد، مما يجعلهم هدفًا سهلاً للسطو، خاصة وهناك توقع بزيادة الحوادث في نيويورك؛ "كون اليمنيين يتواجدون فيها بشكل كبير، كما يمتلكون فيها أكثر من أربعة آلاف محل تجاري. في ظل وجود عمدة متراخي حيال في معالجة حوداث القتل مما دفع ترامب الرئيس الامريكي السابق الي وعد الناخبين الامريكيين بانزال عدد من جنود الجيش الامريكي الفيدرالي الي ولاية نيويورك للحد من تصاعد جرائم القتل حال فوزه في الانتخابات القادمة.
وجدير بالذكر ان الاصوات تعالت للمطالبة بتشديد الحراسة والامن على هذه المحلات التجارية المعروفة ب smok shop لمنع الممارسات العنيفة واعمال السطو باعتبار هذه المحلات خاضعه للقانون بعد سماح قانون ولاية نيويورك ببيع المخدرات في هذه المحلات ودفعهم الضرائب للحكومة توجب حمايتهم. كما راح البعض وعلى مستوى ولاية نيويورك بالمطالبة بأغلاق محلات Smok shop والتي كانت سببا في انتشار اعمال العنف والقتل والسطو.
وفي الخلاصة "يجب تحذير أبناء الجالية اليمنية من التواجد في هذه المناطق الخطرة، أو فتح محلات تجارية فيها، والعمل والاستثمار في المناطق الآمنة".
وحول شكل الحماية التي يمكن أن يقوم بها العامل لحماية نفسه، أنه "يمكن للشخص العامل في محله استخدام جميع وسائل الحماية كحراسة المحلات".
وهناك اعتقاد أن "بعض العاملين يستخدمون أسلحة لصد عمليات السطو المسلح، وبالتالي مواجهة العاملين لهذه العصابات باستخدام الأسلحة هي إحدى أسباب حوادث القتل".
الا ان اكثر اسباب قتل المهاجرين اليمنيين في أمريكا ترجع الى أعمال السطو المسلح، ويرجع ذلك الى إن أغلب المحال التجارية التي تعرضت للسطو كان يباع فيها سجائر وأدوات المخدرات، مثل الأنابيب والبلاستيك والزجاجة التي تستخدم في تعاطي بعض الأنواع المخدرة. وبالتالي تعرض بعض هذه الأعمال والمتاجر للاعتداء، يرجع إلى ثقة المعتدين في أن أصحاب المتاجر لن يبلغوا الشرطة؛ كونهم يبيعون منتجات غير قانونية.
ومما تقدم فان الأمل كل الأمل ان تخرج الجاليات العربية من تلك التجارة المميتة داعين المولي ان يحفظ أولادنا وأحبائنا من كل مكروه
فهل يتحقق الأمل ام تكرر الجرائم
فلننتظر
ولنر
أحمد مراد
كاتب صحفي
مقيم بنيويورك



كل التعليقات ( 0 )

أخبار ذات صلة

المزيد من الأخبار

جميع الحقوق محفوظة © 2023 الحوادث
طورت بواسطة : Zahid Raju