Alhawadeth Archive
تستردّ غزّة أنفاسها
تسري الحياة في الموج
وتحتفي النوارس
بشنّ غاراتها
تزدحم السوق
يتلمّس الناس ملامح مدينتهم
ربّما غيرتها الحرب قليلاً
فهذه البنايات الفاغرة أفواهها
احتجاجاًعلى هول ألجريمة
فهل يسأل أحدٌ
ما لها؟
وهل نحن فقط من يعرف
أنّ هذا العدو قد فضّ
مع الإنسانية أسبابها؟
فلنرمّم معاً ما فقدناه
يدٌ فوق يدٍ
فهذه المدينة
تعرف أبناءها
ليُلقِ الصيادون بشباكهم
فهذا البحر حلٌ لهم
وإن تعودوا نعد
ولتطلق المدافع من جديد
.....
مرّةً أخرى
تولد غزّةُ من جديد
البحر يرقرق الموج في جذلٍ
والسماء أبعد علوّاً
وأعمق زرقة
وحتى المباني المهدّمة
تقول ضاحكة إنها فرصة للتجديد
الشهداء بلّغوا رسالاتهم ومضوا
وكُلّ الأُمّهات أُم الشهيد
هناك متسع للحزن أيضاً
ولكنه كعادته
حزنٌ مقاومٌ وعنيد
هنا تتجدّد الألفة
وحضن غزّة الأم متسّع للجميع
طفلٌ قضى أبواه
لا بأس
وجعٌ يغفره النصر
ولا عتاب لدينا
على الإله الودود
رجعت أرتال الجند بالخيبة
ولم يعد للزنّانة
ما تزنُه
فوق رؤوس الأسود
والثار سندركه عاجلاً...آجلاً
أدركنا بعضه اليوم
وما تبقّى منه فهو
فهو قائم وموعود
....
في غزّة اليوم
يُشيّعُ الشهداء إلى
مراقدهم بحفاوة ووقار
ويجثم نسرٌ هدموا عُشّه
بكبرياء
على رأسِ قمّةٍ من حجار
وتفتح غزّة الأُمّ أحضانها
لكل طفلٍ فقد حضناً
وتوسع لهُ جانب الدّار
وتمضي القافلة واثقة
مواصلةً سيرها
سُرىً أو تحت برود النهار
بعد أن فشلوا في وقفها
تعثّرت بُرهةً ولم
تتبعثر صفوف الجمال
كُلّ خطوةٍ تُقدّمنا من الغاية
لا فرق إن كان ميلاً
خُطواتٍ
أو حتى بضعة أشبار
ولكنها تقصر المسافات
والوصول مأمولٌ
والوعدُ بادٍ
بعد أن تقشّع
عسفُ الغُبار
نزار حسين راشد
كل التعليقات ( 0 )
أخبار ذات صلة