قصة رانية مصطفى في مركز الجالية الفلسطينية الامريكية، التغيير والامل
تاريخ النشر 23 Jan 2023

رانيا

بواسطة



أجرى اللقاء: ريم فرحات

الترجمة للعربية: الحوادث

لقاء مع الرئيس التنفيذي رانية مصطفى التي ترغب في تمرير دورها في مركز الجالية الفلسطينية الامريكية لشخص اخر مؤهل.


       أي شخص لديه معرفة بالجالية الفلسطينية في نيوجيرسي فانه بالضرورة يعرف رانيا مصطفى. باعتبارها المديرة التنفيذية لمركز الجالية الفلسطينية الامريكية (باك- PACC) ، فهي ركيزة في مجتمعنا المحلي، وجه مبتسم وحيوي، وشخصية ملتزمة حقا بتنمية المجتمع. لقد كان لي شرف أن نشأت في المركز، من سنتي الثانية في المدرسة الثانوية إلى الفصل الدراسي الأخير في كلية الدراسات العليا، شكّل المركز PACC الموقع المهم بالنسبة لي. لقد كانت رانية مرشدة وأختا كبيرة لي شخصيا، ولهذا يشرفني أن أقوم بإجراء مقابلة معها من أجل تسليط الضوء على كل العمل الرائع الذي قامت به في السنوات التسع الماضية كمدير تنفيذي في باك PACC ويمكنني التحدث حقيقة عن النقلة النوعية التي أحدثها هذا المركز على مجتمعنا وتحت قيادتها.

- هل ممكن تأخذينا إلى البداية، كيف بدأت رحلتك كمدير تنفيذي والتصدي للعمل الكبير للمركز- باك؟

بدأت الرحلة عندما تخرجت من جامعة نيويورك في عام 2014. في ذلك الوقت، كانت تنمو فكرة إنشاء مركز مجتمعي. وبدأ المشروع عندما اشترى المبادرون مبنى تقرر استخدامه كمركز للجالية، وأثناء تلمسهم لسبل تأسيس النشاطات وتسيير المركز تم التواصل معي، وكأني بهم يسألون: “ما رأيك بالتقدم بشكل رسمي لهذا المنصب؟" في ذلك الوقت، لم أكن متأكدةً لأنني خططت للذهاب إلى الدراسات العليا بعد عام، فقلت في نفسي لما لا؟، سأفعل واتقدم لهذا العمل، لقد شاركت في العمل المجتمعي غير الربحي بشكل رسمي منذ أن كنت في السادسة عشر من عمري، أردت دائما القيام بأشياء مميزة لمجتمعنا، لقد كانت دائما توجهاتي مجتمعية، وهذا ما جذبني إلى الفكرة. شعرت أيضا بالرغبة في ان اشارك في هذه المبادرة الجديدة التي يحتاجها مجتمعنا. كان مشروع المركز ينصب اهتمامه على التعليم والتوعية بالقضية الفلسطينية، إضافة لتوفير موقع لمجتمعنا للقيام بالأنشطة الاجتماعية.

كيف كان الحال في الأيام الأولى لباك PACC؟

بدأنا في أغسطس من عام 2014. في البداية، كان اتفاقنا هو أنني سأبدأ ب 20 ساعة عمل في الأسبوع، وأنا من سيحدد جدول أعمالي الخاص. لم أكن أعرف ماذا أفعل، لذا بدأت للتو في مقابلة أشخاص عُرف أنهم مؤثرون في مجتمعنا أو لهم اهتمام حقيقي بالمجتمع، فتحدثنا إليهم حول PACC وطلبنا مدخلاتهم. كنت أدون الملاحظات ثم نبدأ بالبرمجة. كان أول برنامج على الإطلاق وقبل أن أشارك هو النشاط الرياضي البينج بونج، كان لدينا طاولات بينج بونج وبعض الأعضاء يأتون في الليل للعب في مكان آمن ومريح. لكننا أردنا التوسع وإدخال مختلف الاجيال في نشاطات المركز، لذلك بدأنا في برامج التعليم وبرامج تعليم الدبكة.


كيف تعتقدين أن المركز قد أثر على المجتمع؟

أعتقد أنه أثر في ثلاث مجالات رئيسية. أولا، من حيث الهوية الفلسطينية: لقد كنت دائما فخورة جدا بكوني فلسطينية. لكني شعرت دائما أن بنوع من الخجل كون الشخص بعيد عن هويته، ربما بسبب البعد عن الوطن والضغوط الاجتماعية. وأعتقد أننا بالتأكيد نجحنا بالتعزيز من حاجة أبناء الجالية إلى أن يكون صوتهم مرتفع وان يكونوا فخورين بكونهم فلسطينيين، وهذا في غاية الاهمية. وها انا أرى هؤلاء الذين بدأوا معنا أطفالا صغارا وقد أصبحوا الان في المدرسة الثانوية أو الكلية، وكيف اصبح صوتهم عال وصاخب للغاية حول فلسطين. الشيء الثاني، أعتقد أننا أصبحنا أكثر تنظيما. لدينا الكثير من الناس في المناصب السياسية، وأعتقد أن هذه نتيجة مباشرة لنشاطات المركز PACC. . هناك الكثير من النشاطات للتنظيم الاجتماعي، والكثير من الجهد من أجل تعزيز التمثيل المحلي بشخصيات من الجالية. وهذا الامر عمل المركز على تأسيسه وتنميته باستمرار. ثم الامر الثالث هو أنني أشعر أن مجتمعنا الان أكثر ترحيبا وامتنانا، مما كان عليه عندما انشأنا المركز. على الرغم من ان مجتمعنا تركزت توجهاته حول المساجد والكنائس، ولكن بوجود المركز ليس هناك أي شيء آخر يضاهيه في خدمة المجتمع. أشعر أن مركز الجالية الفلسطينية الامريكية PACC يشبه إلى حد ما ذلك الشيء المرتبط بشخصية كل فرد في جاليتنا. وهذا في الواقع غير الطريقة التي أرى بها الأشياء، لأنني كبرت، وقد نشأت مع المسجد، وبالنسبة لي، كنت اعتقدت أن الجميع مروا بنفس البيئة. والواقع ان هناك الكثيرين الذين لم ينموا مع المسجد أو أنه لم يكن المكان الذي شكلوا فيه مجتمعهم. وعليه أعتقد أن المركز PACC أعطى الناس خيارات للبناء المجتمعي السليم.

من حيث نمو الافراد، كيف كان شعور مشاهدة الناس يكبرون في المركز؟

نحن في عامنا التاسع من التشغيل وبالنسبة لي، فإن سحر المركز هو في المنهج التي يحول بها الناس طريقة تفكيرهم، والأساليب والبرامج التي يطور فيها المركز الاشخاص ليصبحوا قادة. لدينا الأطفال الذين بدأوا في PACC عندما كانوا في السابعة أو الثامنة من عمرهم والآن يتخرجون من المدرسة الثانوية. هؤلاء الأطفال لا يتذكرون الحياة قبل PACC فهم عاشوا في واقع جميل جدا. المركز أصبح جزأ متأصلا من عالمهم، أنهم لا يفهمون حتى ما كانت عليه الحياة بدون PACC . وهذا هو، أعتقد أنه أحد أجمل الأشياء، لأنك ترى التأثير غير المباشر. من خلال عملي في PACC، رأيت الثقة الشخصية تنمو، ورأيت كيف تنمو الشخصيات القيادية، هذا مهم حقا بالنسبة لي. وقد رأيت ذلك مرات لا تحصى حيث يأتي الناس، وليس لديهم شعور بالمجتمع، وليس لديهم أصدقاء، ثم يخرجون بشعور مجتمعي قوي وشبكة علاقات قوية. وكذلك كيف تعزز فهمهم للهوية الفلسطينية. شخص يمكن أن يكون مثل، جدي الأكبر، عاش في فلسطين فهو منتم بالفطرة، لكنني، كأبناء جيلي، كنت على بعد جيلين من فلسطين، ماذا يعني ذلك؟ الشيء الجميل مشاهدة كيف يقوم المركز بالتأثير في رؤيا الناس وفي تعزيز ارتباطهم بهويتهم.


ما هي بعض أكبر الإنجازات التي تفتخرين بها؟

إعادة تسمية [الشارع الرئيسي إلى طريق فلسطين] هي بالتأكيد مفخرة. أتذكر أنني وقفت هناك، استغرقت بضع دقائق اعيش اللحظة وهي تعيش الان في داخلي. لأن ذلك كان تتويجا لسنوات من العمل. أعلم أنه امر رمزي، وأنه لم ينجز الكثير لفلسطين. لكنني كنت سعيدة جدا بذلك لأنني كبرت وانا افكر "كيف نرتبط بفلسطين؟ ". إنجاز كبير آخر كان في أول احتفال باسم يوم مركز الجالية PACC في عام 2015. أتذكر أنني كنت أفكر، كيف حصلنا على كل شيء من هؤلاء الناس هنا؟ جاء الى المسرح أكثر من 1000 شخص... لقد صدمت جدا، لقد كانت لحظة سريالية (غير معقولة). لم نحضر للحفل متحدثين رئيسيين أو أي شيء، لقد قام بالأداء على المسرح افراد من المجتمع، وهذا كان كافيا لملء القاعة. لذلك أتذكر أنني كنت أفكر، نحن فعلا ذاهبون لأمر جلل من هذا. أيضا، عندما حصلنا على منحة قدرها 50,000 دولار من الدولة لتنظيم التعداد السكاني داخل مجتمعنا. أتذكر أنني بكيت، كانت تلك أول منحة كبيرة تلقيناها على الإطلاق. وكنا المنظمة العربية او المسلمة في الولايات الوحيدة التي حصلت على مثل هذه المنحة. لذلك كان هذا شرفا كبيرا لنا. ثم بالتأكيد كان عام 2020 كبيرا.

كيف كان ذلك؟ هل كان بالتصدي للوباء كوفيد 19 عبر المركز؟

أتذكر اننا فكرنا كيف اثر ايجابيا نشاط شخص واحد من أبناء الجالية في تلك الظروف الصعبة، فكيف سيكون الاثر عندما يتبنى المركز PACC هذا العمل، لا شك انه سيفعل الكثير. وكانت المفاجأة عندما دعونا من يحتاج للمساعدة من الجالية للاتصال. وأتذكر أنني ترددت، لم أكن متأكدا مما إذا كان ينبغي علينا فعل ذلك أم لا؟. لكننا فعلنا. وضع رئيس المركز دياب مصطفى رسالة تقول بشكل أساسي، "نحن هنا من أجلك. إذا كان أي شخص يحتاج إلى أي مساعدة فليتصل بالمركز"، نتيجة هذه الدعوة تدفق فيضان من المكالمات، كنا نتلقى مكالمات من جميع أنحاء بلد.

في الأسبوع الأول أو نحو ذلك، بقينا نشير بأننا لسنا وكالة خدمة اجتماعية. لكن الحاجة أصبحت كبيرة لدرجة أننا أصبحنا نعتقد بأننا سنعمل كوكالة خدمة اجتماعية مؤقتا. صرنا نقدم الخدمة، وكان ذلك جنونا، وحملنا اعباء الكثير من العمل. وهذه هي الطريقة التي بدأنا بها أعمال الإغاثة المجتمعية. ثم كان لدينا أيضا متبرع كبير تبرع ب 10000 قناع ومعقمات، وتطور الأمر مع الوقت بتقديم حزم لا حصر لها من الأشياء التي كان الناس بحاجة ماسة لها والتي بدأنا في تجميعها. لقد قمنا بخدمة موظفي المقاطعة وخدمة السكان بصرف النظر عن اصولهم وشملت الخدمة كافة مناطق شمال نيو جيرسي.

شاهد وادرك المسؤولون المحليون القيمة العالية لهذا النشاط مما عزز العلاقة بين المركز والمؤسسات الحكومية واصبحت المساعدة متبادلة. لم تقتصر خدماتنا أبدا على المجتمع العربي. لقد فعلنا ذلك من أجل الجميع. وأعتقد أن ذلك غير اللعبة او الدور بالنسبة لنا.


ما الذي دفعك إلى اتخاذ قرار بالتنحي من منصب المدير التنفيذي؟

في اعتقادي، لم يكن هذا الموقع أبدا امرا طويل الأجل. الشيء الثاني، لدي معرفة وتجربة مع المنظمات غير الربحية ومع المجتمع، تشير الى انه من المهم حقا أن نتداول العمل. والشيء الذي ما زلت أقوله الآن هو أنني أريد أن أمرر الراية، عندما لا يزال لدي الطاقة ولا يزال لدي الوقت أو لا يزال لدي الحب والرغبة في العمل في PACC ، فيمكنني المساعدة في تدريبها او تدريبه، فهذا الشخص القادم، هو المؤهل للانتقال إلى المستوى التالي. ولكن إذا وصلت انا إلى النقطة التي سأكون فيها مستنزفة او غير قادرة على فعل المزيد، فعلي التوقف وعدم الاستمرار.

هدفي منذ اليوم الأول هو جعل المركز PACC يعمل بشكل جيد بدوني. لا أريد من المركز ان يسير معي فقط. لأنه إذا كان يعمل بدوني ويعمل بدون المدير التنفيذي الأول، فهذا يعني أن هناك نجاح فعلي.

ما هي امانيك لمستقبل PACC؟

آمل أن يبقى المركز PACC موجودا لأحفادي الرائعين، أريد الوصول إلى مؤسسة قوية. أعتقد أن هناك الكثير من العمل الداخلي الذي يجب القيام به للوصول إلى هذه النقطة، وأنا واثق اننا قادرين على ذلك. على المستوى الخارجي، نأمل ان نصل إلى مرحلة الشروع في محاكاة تجربة المركز في جميع أنحاء البلاد، وأن ننشئ تحالفا من المراكز PACCs قادر على التأثير. اتمنى أن ارى فلسطين حرة. نأمل أن نتمكن من الاستمرار في النشاط حتى نتمكن جميعا من العودة إلى فلسطين. هذا هو أملي.

ثم سؤالي الأخير هو هل لديك أي كلمات في وداع أعضاء مجتمع PACC

لدي الكثير من الأشياء التي أريد أن أقولها ولكن هناك شيء واحد أقوله دائما وهو أنه بمجرد أن تكون أحد أفراد عائلة PACC ، فأنت دائما ستبقى فردا في العائلة بصرف النظر عن دورك، وهذه المؤسسة وصلت إلى هذا الحد بسبب عمل الجميع والتفاف المجتمع حولها. وأريد أن نواصل العمل على هذا النحو لمواصلة النمو ولمواصلة خلق كل هذا التغيير الإيجابي.







كل التعليقات ( 0 )

أخبار ذات صلة

المزيد من الأخبار

جميع الحقوق محفوظة © 2023 الحوادث
طورت بواسطة : Zahid Raju