Alhawadeth Archive
ArturVerkhovetsk -Depositphoto الصورة
ابتلي الدبلوماسيون الامريكيون وافراد من وكالة الاستخبارات سى آي إى (CIA) فى هافانا وفيينا من بين مدن اخرى بمرض لا زال قيد الدراسة والبحث في جو من الريبة والتكهن بحدوث هجمات على هؤلاء الموظفين .
حدث ذلك على اثر تزايد التقارير في عام 2017 الصادرة عن موظفي السفارة الأميركية في هافانا بكوبا، للإبلاغ عن ظهور اعراض مرضية غير عادية من الأعراض كالاحساس المفاجئ بصوت عال، والإحساس بضغط شديد إلى اهتزاز في الرأس، وألم في الأذن أو ألم أكثر في الرأس.، واطلق لاحقا على هذا المرض اسم متلازمة هافانا ( Havana Syndrome ).
سرعان ما أثار الإبلاغ عن هذه الحوادث تكهنات حول شكل من أشكال السلاح الجديد الذي طورته روسيا أو الصين والذي كان يجري اختباره على الأميركيين، وهو الاستنتاج الذي شكك فيه بعض العلماء الذين يشككون في العقبات اللوجستية والغرض من مثل هذه المهمة.
و بغض النظر عن السبب، قلصت الولايات المتحدة تدريجيًا الدور الدبلوماسي في هافانا في أيلول/سبتمبر 2017. وصرح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام: «أنا أومن أن كوبا المسؤولة، أنا مؤمن بذلك». وهكذا استحوذ الامر على اهتمام إدارة ترامب في ذلك الوقت وحشد ردود فعل سريعة في الكونغرس، بما في ذلك تمرير، بالإجماع من الحزبين، لقانون هافانا (مساعدة الضحايا الأمريكيين المتضررين من الهجمات العصبية) والذي وقعه الرئيس الحالي ليصبح قانونا في اواخر العام الماضي. الا ان الرئيس الحالي جو بايدن قال في بيان في ذلك الوقت' إننا نجلب الموارد الكاملة للحكومة الأميركية لتوفير الرعاية الطبية من الدرجة الأولى للمتضررين، وسنصل الى معرفة حقيقة هذه الحوادث، بما في ذلك تحديد السبب ومن هو المسؤول'. وبهذه التصريحات لم يشر الى انها هجمات بل وصفها بالحوادث.
بالامس نشرت النيويورك تايمز تقريرا بان مسؤولين من وكالة الاستخبارات الامريكية ( CIA ) قد صرحوا أن معظم حالات الأمراض الغامضة المعروفة باسم متلازمة هافانا من غير المرجح أن تكون ناجمة عن روسيا أو خصم أجنبي آخر.
ويضيف المسؤولون إن غالبية الحالات ال 1000 المبلغ عنها إلى الحكومة يمكن تفسيرها بأسباب بيئية أو حالات طبية غير مشخصة أو إجهاد، عوضا عن تحميلها لحملة عالمية متواصلة صادرة عن قوى أجنبية. وأوضح المسؤولون في الوكالة، حسب النيويورك تايمز، انه في ضوء الدراسة الشاملة تم التوصل الى هذه الاستنتاجات المؤقتة. وتواصل ال'سي.آي.أي' تحقيقاتها في 24 قضية لا تزال غير مبررة. وقال مسؤول امريكى اطلع على النتائج ان هذه الحالات تقدم اكبر فرصة للتوصل الى ادلة حول ما اذا كانت قوة اجنبية مسئولة عن بعض الحوادث الصحية غير المبررة التى ابتلي بها الدبلوماسيون الامريكيون وافراد من ال سى اى اى فى هافانا وفيينا من بين مدن اخرى.
متلازمة هافانا Havana syndromeفي الدراسات العلمية
نشرت مجلة الجمعية الأمريكية الطبية JAMA في آذار/مارس 2018 دراسةً تفيد انه بالنظر إلى صور الرنين المغناطيسي MRI لواحد وعشرين مصابًا بهذه المتلازمة. كانت النتائج غير جازمة إلى حد ما، شوهدت بعض التغيرات الطفيفة في شبكات الدماغ لكن دون شذوذات هيكلية كبيرة.
أعطتنا الدراسة الجديدة تصويرًا أدق للدماغ من الذي كان بحوزتنا سابقًا، ورفعت الرهان عبر مقارنة الأفراد المتأثرين مع شواهد مماثلة لهم. حدد الباحثون أربعين مصابًا بمتلازمة هافانا وقارنوهم مع 48 شاهدًا سليمًا.
خضع جميع المشاركين لتصوير تقليدي هيكلي والتصوير بالانتشار والتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسيMRI. إحصائيًا، شوهدت اختلافات هامة بين المرضى والشهود في مجالات متعددة.
امتلك المرضى كمية أقل من المادة البيضاء في أدمغتهم مقارنةً بالسليمين، لكن دون وجود فروقات في المادة الرمادية. كان لديهم كمية أكبر من المادة البيضاء في الألياف الإسقاطية projection fibers ولكن كمية أقل في الألياف الترابطية association fibers. أظهر تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي نقصًا في الشبكات الفرعية السمعية والبصرية، لكن ليس في الوظيفة التنفيذية لهذه الشبكات.
في المخيخ -الذي دُرِس بشكل خاص بسبب مجموعة الأعراض التي غالبًا ما تتضمن الدوار- كان هناك انخفاض في معدل الانتشار في الدودة المخيخية ومعدل تباين أعلى.
وتوضح الدراسة راي د. راجيني فيرما Dr Ragini Verma عن هذه النتائج، ما الذي نستنتجه من ذلك؟
إحدى النتائج هي أننا نرى عقابيل عصبية واضحة لشيء ما. ربما يكون سلاحًا، أو ربما فيروسًا غير معروف بعد. لكن هذا ليس التفسير الوحيد. نحن لا نملك مسوحًا سابقة لهؤلاء الدبلوماسيين، لذلك لا نستطيع مقارنة الموجودات في أدمغتهم قبل وبعد مهمتهم في كوبا. قارنهم الدارسون مع شواهد مماثلة، لكن من الصعب الحصول على تماثل جيد.
وفي تقرير ترجمته الجزير صادر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، تحت عنوان 'تقييم للمرض لدى موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم في السفارات بالخارج'.
وقال التقرير إن الأعراض لدى موظفي السفارة الأميركية شملت:
ظهورا مفاجئا لضوضاء عالية.
ألما مرافقا للضوضاء في إحدى الأذنين أو كلتيهما أو عبر منطقة واسعة من الرأس.
في بعض الحالات إحساسا بضغط أو اهتزاز في الرأس.
دوخة، يتبعها في بعض الحالات طنين.
مشاكل بصرية.
صعوبات في الإدراك.
أين سجلت هذه الحالات؟
1- أواخر عام 2016، في السفارة الأميركية في هافانا بكوبا.
2- عام 2017، أبلغ موظفون تابعون للقنصلية الأميركية في قوانغتشو، في الصين، بأعراض وعلامات مماثلة بدرجات متفاوتة.
وقال التقرير إنه اعتبارا من يونيو/حزيران 2020، لا يزال العديد من هؤلاء الموظفين يعانون من هذه المشاكل الصحية أو غيرها.
وأوضح التقرير أنه حدثت فجأة مجموعة من المظاهر السريرية غير العادية ببعض الأفراد في بداية مرضهم، وأصبح المرض مزمنا ومنهكا للبعض، ولكن ليس للجميع.
كانت الجوانب السريرية الأكثر تميزا للأمراض هي طبيعة البداية والسمات الأولية من الظهور المفاجئ لصوت عال محسوس، والإحساس بضغط شديد إلى اهتزاز في الرأس، وألم في الأذن أو ألم أكثر في الرأس.
وأفاد معظم الأفراد بأن الصوت أو هذه الأحاسيس الأخرى يبدو أنها تنشأ من اتجاه معين وعندما يكون الفرد في موقع مادي معين، وأبلغ البعض أيضا عن ظهور مفاجئ لطنين الأذن، وفقدان السمع، والدوخة، والمشي غير المستقر، والاضطرابات البصرية.
ومن وجهة نظر عصبية، يشير هذا المزيج من الأعراض السمعية الدهليزية (auditory-vestibular symptoms) المميزة والحادة إلى تأثير موضعي في التيه العظمي (Bony labyrinth) أو العصب القحفي الثامن أو وصلات جذع الدماغ.
وداخل الأذن يوجد الجهاز الدهليزي (Vestibular system)، وهو جهاز للتوازن يقوم بالحفاظ على التوازن، ويضم القنوات الهلالية. وهذا الجهاز يحدد لنا على سبيل المثال أين يكون الأعلى وأين يكون الأسفل، وهناك شعيرات دقيقة في ممرات هذه القنوات محاطة بسائل.
المعالجة الدهليزية
الأعراض المزمنة التي يعاني منها العديد من المصابين تشير إلى مشاكل في المعالجة الدهليزية والإدراك، وكذلك الأرق والصداع.
وقال التقرير إن الأعراض غير المعتادة والتي أبلغ عنها موظفو وزارة الخارجية تتوافق مع تأثيرات طاقة التردد اللاسلكي النبضي (pulsed radio frequency) (RF) الموجهة.
وتتوافق أيضا العديد من الأعراض المزمنة غير المحددة مع تأثيرات الترددات اللاسلكية المعروفة، مثل الدوخة والصداع والتعب والغثيان والقلق والعجز المعرفي وفقدان الذاكرة.
وتم تأكيد إصابة أكثر من 20 عاملا أميركيا خدموا في كوبا وعدد أقل من الكنديين، كما تم تأكيد إصابة موظف حكومي أميركي في الصين حكم عليه في عام 2018 بأعراض مماثلة. وقد نفت كوبا بإصرار وباستمرار أي علم أو تورط في هذه الحوادث.
by Adnan Khalil
كل التعليقات ( 0 )
أخبار ذات صلة