Alhawadeth Archive
لنرجع قليلاً إلى الوراء،إلى الاغتيالات الغامضة للرؤساء الأمريكيين،ابتداء بلنكولن وانتهاء بكندي او مروراً به ربما، فلا ندري ما الذي يخبؤه المستقبل،وفيما إذا كان المشهد سيتكرر.
وفي سياق الجريمة لا بد من البحث عن الدوافع بالدرجة الأولى،ولا شك ان الأمر واضح بالنسبة للنكولن، فإلغاؤه للعبودية اوغر صدور الجنوبيين وهدّد مصالحهم الاقتصادية القائمة على الرق، وتوّج ذلك بالانتصار عليهم في الحرب الأهلية الامريكية الشهيرة.
بالنسبة لجون او جاك كينيدي يختلف الأمر كثيراً، فلا تزال الدوافع وراء اغتياله غامضة، ومقتل المتهم اوزوالد في زنزانته أثار مزيداً من الشبهات، حول فيما إذا كان هو القاتل الحقيقي.
في عام ١٩٦٨ اتهم الفلسطيني سرحان بشارة سرحان باغتيال روبرت كتيدي الأخ الشقيق لجون والمرشح الرئاسي المبشر بالفوز والذي كان المدعي العام الفيديرالي في عهد أخيه جون، ومرة اخرى اثيرت شكوك حول دوافع شاب مهاجر جاء لكسب العيش، وعن اختراقه للحماية الامنية المكثفة التي يفترض ان توفر لمرشح رئاسي.
لندع الشكوك جانباً ولنركز على الدوافع!
ذهب بعض المحللين إلى أن اغتيال كينيدي كان مؤامرة لأن امريكا لا تقبل إيرليندياً كاثوليكياً رئيساً لأمريكا، وانه لا بد للرئيس الأمريكي ان يكون ابيض بروتستانتياً انجلو سيكسونياً!
من وجهة نظري فهذا محض هراء او ربما محاولة للتغطية بذكاء على الدوافع الحقيقية.
في الحقيقة برز كينيدي كبطل بعد ان أنهى أزمة خليج الخنازير واضطر خروتشوف إلى سحب صواريخه من كوبا، وسحب الصاعق من يد الجنرالات الذين اقترحوا عليه غزو كوبا، الامر الذي كان سيشعل حرباً نووية كارثية!
فإذا كان بطلاً في نظر الامة الامريكية، فمن سيكون لديه الدافع في اغتيال بطل بلاده؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد ان ننظر إلى فكر كينيدي وتوجهاته السياسية!
رؤية كينيدي لامريكا المستقبل، تتلخص في جعلها دولة مواطنة للجميع دون تمييز او محاصصة او امتيازات!
فمن المتضرر الاكبر من ذلك؟
حتماً هم اللوبي اليهودي فقد جاء هذا التوجه في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تسعى لان تكون المحظية الامريكية الاولى، وإلى تكريس تفوقها بالحصول على صفقات سلاح متميزة، لا تحول دونها، حواجز الامن القومي والمعايير الوطنية الامريكية.
سياسة المواطنة هذه والتي تجعل من لليهود مواطنين امريكيين كغيرهم، هي اكثر ما يضر بمصالح إسرائيل ومستقبلها المنشود.
ولنفهم ذلك لننظر إلى ما يفعله ماكرون، فهو يشير بأصبع الإتهام إلى رف الحلال في المتاجر العامة، ويطوي هذا الأصبع ويضعه في جيبه حين يتعلق الامر بالكوشير اليهودي!
إنه يعرف حدوده تماما فهو يخرج أعضاء الجمعية الوطنية على قدم واحدة احتجاجا على الحجاب الإسلامي، بينما يجلسون بادب في حضور الكابيه اليهودية، لقد ادركت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية مغزى هذا التمييز فقالت بعفوية ان ماكرون يعامل المسلمين كما عامل هتلر اليهود!
وفي هذا الضوء وبالنظر إلى سياسة بايدن حسب تصريحاته وتعييناته واختياراته لاعضاء حكومته،هي بالضبط النهج الذي سار عليه كينيدي من قبل:
دولة المواطنة!
فهل سيزعج ذلك اللوبي اليهودي و إسرائيل من ورائهم؟
وهل سيعيدون الكرة ويكررون الجريمة؟
وهل سيلقى بايدن مصير كينيدي؟
ام سينجيه الله من ايديهم ويبدأ عهد افول دولة إسرائيل ويجد المهرولون العرب نحوهم مكبّاً يتسع لهم؟
والله الموفق
نزار حسين راشد
أخبار ذات صلة
كل التعليقات ( 0 )