Alhawadeth Archive
بقلم : رضا يوسف أحمودى ـ تونس
ليبيا أو القارّة القليلة السكّان والغنيّة بثرواتها الطبيعيّة تتحوّل
اليوم الى مسرح لحرب دوليّة بالوكالة طحينها الليبيون أولا والعرب ثانيا
والمسلمون ثالثا.
الغرب يرى ليبيا بترول وغاز وسواحل عرضيّة طويلة يتّخذها المهاجرون نقطة
إنطلاق للإبحار نحو أوروبا بكلّ ما يمثّله ذلك من مخاطر أهمّها تسلّل
الإرهابيين الطامحين لنقل المعارك لها.
نكهة الطبخة الليبيّة تقدّم بنكهة الطبخة السّورية بعد إتّفاق روسيّ تركيّ
غير معلن على ضرورة التخلّص من مسلّحى التنظيمات الراديكاليّة شمال سوريا
والزجّ بهم فى الصحراء(ليبيا) تمهيدا للقضاء عليهم أو دحرهم الى وسط
إفريقيا لغايات يطول شرحها والتى على رأسها محاربة فرنسا فى مستعمراتها
القديمة... المهم إبعادهم عن آسيا (روسيا).
كتب سوريّ : أمريكا أخدت البترول وروسيا أخذت الغاز وايران سيطرت بحجة
حمايتنا ليشترى الشيعة نصف الشام وتركيا تسعى لتحييد أكرادها بعدما كان
طموحها إبتلاع كلّ سوريا ... هكذا يخطّطون ويقتسمون الكعكة بينهم وسط غباء
محلّى يصفّق لهذا أو ذاك.
الغرب يخطّط فى ليبيا بأن تمتدّ مساحة سلطة سفاراته الى منابع النفط وآبار
الغاز ومناجم الذهب والأراضى الخصبة .
ليبيا تتحوّل بين عشيّة وضحاها من نظام يكنز الذهب والفضّة ولا ينفقها الى
نظام يهرّب الذهب والفضّة وينفقها لقتل العرب والمسلمين وتهديم بيوتهم
وتهجيرهم فى حروب عبثيّة فوضويّة يكبّر فيها القاتل والمقتول والجارح
والمجروح ... والليبيّة تجمع الحطب وتبيعه لتوفير لقمة صغارها بعدما كانت
مترفة داخل بيتها.
كما فى سوريا المليشيات المسلّحة تخشى السّلم الذى إن عمّ ولو ساعة تتقاتل
ضدّ بعضها وهذا ما شهدته عدّة مدن ليبية تتقاسم فيها النفوذ مجموعات خارج
الدّولة تماما كما كان سائدا فى لبنان وما هو سائد اليوم فى الصومال واليمن
وغيرهم.
الغرب يخشى صعود المشير خليفة حفتر خوفا من ظهور قذّافى جديد يربك حساباته
والشرق يخطط لظهور قذّافى مطيع ... وفى كلا الحالتين حفتر ليس بالقذّافى
لأسرار يعرفها أعدائه قبل أصدقائه.
كتب لى سياسيّ ليبيّ: سبق وإن قلت لحضرتك بأن اللعبة فى ليبيا بيد الدّول
الكبرى وهم يريدون إنهاك الطّرفين وعدم تمكين أي طرف من الانتصار الباهر
على الطّرف الآخر لكي يأتيا مذعنين خانعين للقبول بالحلّ بينهما ... ويضيف
: سوف يهمّش كلا الطّرفين بمعنى ان لا تكون لايّ منهما مكان الصدارة فى
المشهد الجديد وإنّما يكون لطرف ثالث وهما معه مكمّلين للعمليّة
التّوافقيّة الجديدة... ويؤكّد : لن يكون لسيف حظّ فى نتائج الطبخة التى
تطبخ الآن على نار هادئة مع ملاحظة وأنه لحفتر وعد بالدّعم إذا تحصّل عليه
سيعيد الهجوم على طرابلس وإذا تمّ خذلانه فليس له من بدّ الاّ القبول بما
يملى عليه.
سألت سياسيّا إقتصاديّا من أنصار سيف الإسلام عن إمكانيّة عودته فردّ
بثقة: 'إن شاء اللّه سيف الاسلام سيعود وليبيا ستعود لسالف عهدها فالخير
قادم بإذن اللّه... وتركيا مجرّد مأمورة مثلها مثل الإمارات ومصر ...
وتذكّر جيّدا من تخلّى على المعارضة السوريّة ... أليست تركيا ؟ ... تذكّر
الحافلات الخضراء'.
كما أرسل السيد المذكور صورة فيها نتائج سبر للأراء تؤكّد أن 90 بالمائة
من الليبين يرغبون فى عودة سيف الى الحكم.
حسب رأيي لسيف ثلاث نقاط قوّة هامة :
ــ الرجل صاحب مشروع 'ليبيا الغد' والذى سبق للغرب أن أيّده أيّام حكم
العقيد.
ــ غياب الرجل طيلة سنوات الحرب عن وسائل الإعلام سيجعل ظهوره المفاجئ
يحضى بتأييد هيستيريّ من شعب كره الحرب وينتظر 'مهدى منتظر' يخرجه من
مصائبه.
ــ التّأييد القويّ الذى يحضى به سيف من روسيا والجزائر وعدم رفضه من مصر.
كثيرون يعتقدون أن سيف قد مات لكن ذلك مستبعد لأن وفاة شخصيّة مثله من
المستحيل أن تمرّ بلا إعلام.
ليبيا اليوم أمام ثلاث خيارات :
ــ التقسيم ويصبح ما لحفتر لحفتر وما لسيف لسيف.
ــ سيف يحكم ليبيا موحّدة بضغط خارجيّ وقبول داخليّ.
ــ حفتر يحكم ليبيا بعد دعم وعد به من اطراف خذلته وهو على أبواب الدخول
الى طرابلس.
أمّا المقاتلون الأجانب والمليشيات المسلّحة سيكتشفون آخر لحظة كما أكتشف
المقاتلون فى سوريا بأنهم ليسوا غير وقود حرب ومتاريس متقدّمة لحماية من لا
مشروع لهم.
ستتواصل الحرب الاستنزافية بين الطرفين لخدمة مصلحة طرف ثالث قد يقف بين
سبتمبر وفبراير ... فدور الحاكم المستقبلى لليبيا هو تحقيق مصالح الخارج فى
الثروة ومصالح الداخل فى السلم .
بعد دخول قوات الوفاق الى قاعدة الوطية دول كثيرة قلقة من أن تتحوّل الى
قاعدة تركيّة دائمة أو قاعدة 'للدّواعش'.
'مصر لا تريد لتركيا أن تتدخّل والجزائر لا تريد لمصر أن تتدخّل والمغرب
لا تريد للجزائر أن تتدخّل ' إذا سيتدخّل الغرب ساحبا البساط من تحت
الجميع.
والخطر قادم على دول أخرى ...
Sad.ser@hexabyte.tn
كل التعليقات ( 0 )
أخبار ذات صلة