Alhawadeth Archive
تاريخ النشر 29 يونيو 2018
توردو رئيس وزراء كندا منتقدا ترامب يقول: 'ان الطريقة التي نعامل بها الاشد ضعفا تحدد من نحن كأفراد وبلدان ومجتمع دولي'.
الحوادث – وكالات: على اثر الاستنكارا في الداخل والخارج، وتحرك المعارضة للمنظمات الانسانية في امريكا، وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء مرسوما ينهي عمليات فصل الأطفال عن أهلهم بعد توقيفهم على الحدود مع المكسيك لدى محاولتهم العبور بصورة غير قانونية.
وكان قد أعلن بنفسه في بداية ايار/ مايو اعتماد سياسة عدم التهاون التام مع الهجرة غير الشرعية التي تم بموجبها فصل أكثر من 2300 قاصر عن أهلهم بعد توقيفهم عند الحدود ومعظمهم من الفارين من العنف في وسط القارة الاميركية.
وقال ترامب خلال توقيع المرسوم في البيت الأبيض 'الأمر يتعلق بإبقاء العائلات معاً. لم أشعر بالارتياح لمرأى العائلات وقد فصل أفرادها عن بعضهم'.
وتابع ترامب 'اعتقد أن أي شخص لديه قلب كان سيتصرف بالطريقة نفسها' (حسب قوله)، مؤكدا أن ابنته ايفانكا وزوجته ملانيا كانتا في طليعة المدافعين عن قراره هذا.
وأصدر ترامب المرسوم بعد أن أعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين في وقت سابق انه سيحيل للتصويت الخميس مشروع قانون لحل وضع هؤلاء الصغار.
وقال رئيس مجلس النواب انه مع القانون الجديد 'حين يُقاضى الناس الذين اجتازوا الحدود بشكل غير قانوني ستبقى الأسر مع بعضها اثناء كامل فترة الاجراءات القانونية وتحت سلطة الامن الداخلي'.
وأثارت مشاهد آلاف الاطفال الملوعين المفصولين عن والديهم، الذين وضعوا في مراكز مقسمة إلى ما يشبه الأقفاص أو في مخيمات، فضيحة.
وفي ولاية نيويورك قال حاكم ولاية نيويورك اندرو كيومو 'نعرف على الأقل أن سبعين طفلا احتجزوا في مراكز فدرالية في مختلف أنحاء الولاية'.
ودعا العديد من المسؤولين الأميركيين والاجانب الحكومة الاميركية الى التخلي عن هذه الممارسات.
واعتبرت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي تلك المشاهد 'صادمة للغاية' متحدثة عن 'اطفال محتجزين في ما يبدو أنه أقفاص'.
وقال رئيس الحكومة الكندية جاستن توردو لدى وصوله الى البرلمان الكندي 'ان ما يحدث في الولايات المتحدة غير مقبول'. ثم اضاف في بيان لمناسبة اليوم العالمي للاجئين 'ان الطريقة التي نعامل بها الاشد ضعفا تحدد من نحن كأفراد وبلدان ومجتمع دولي'.
كما أكد البابا فرنسيس في تغريدة 'ان كرامة الشخص لا ترتبط بوضعه كمواطن او مهاجر او لاجىء. ان إنقاذ حياة من يفر من الحرب والبؤس عمل انساني'.
من جانبه اعتبر ثوربيون ياغلاند الامين العام لمجلس اوروبا ان ترامب لم يعد 'الزعيم الاخلاقي' للعالم ولم يعد بامكانه 'التحدث باسم العالم الحر' في لهجة تقطع ما التحفظ التقليدي لهذه الهيئة المكلفة الدفاع عن الديمقراطية والقانون في أوروبا.
ونددت صحيفة لوموند الفرنسية بأنه 'احتجاز رهائن' يباشره ترامب بهدف 'دفع الكونغرس لتبني اجراءات متشددة في مجال الهجرة'. واضافت ان في ذلك اشارة تجاه المهاجرين 'بان الولايات المتحدة تخلت عن كل اشكال الانسانية حيالهم'.
----------------------
وقد كتب الدكتور جيمس زغبي اللبناني الاصل ورئيس المعهد العربي الامريكي في واشنطن مقالا فس هذا الشأن جاء فيه :
مشاهد وأصوات الأطفال من أميركا الوسطى الذين اقتلعهم مسؤولو الدوريات الحدودية الأميركية من أحضان آبائهم، أضحت الآن منتشرة في أرجاء العالم. وكانت تلك التجربة صادمة لضحاياها ومؤلمة لمراقبيها، وقد أضرت ضرراً جسيماً بجوهر الفكرة الأميركية.
وفي يونيو الجاري، كان من المفترض أن نحتفي بـ«شهر تراث المهاجرين». وفي كل عام، أنتهز هذه الفرصة لأتذكر قصة هجرة أفراد أسرتي، والحرية التي كانوا ينشدونها بحثاً عن الفرص في أميركا وأوروبا، والصعوبات التي تحملوها، والتقدم الكبير الذي أحرزه في غضون جيل واحد فقط. وقد كتبت من قبل عن مدى استفادتي من مسار أسرتي، والاختلاف بين تجربة المهاجرين في أميركا وأوروبا. وتحدث زميلي «ميشيل بارودي» عن «كيمياء أميركا» التي أظهرت الإمكانات في كل جيل لتحول الناس من ثقافاتهم إلى أميركيين. وكيف تحولت أميركا نفسها في هذه الأثناء، لدرجة أنه يتعذر الحديث عن الجوانب الكثيرة في الثقافة الأميركية، من أطعمة وموسيقى وأزياء وحس فكاهي أو حتى أبطالنا المعاصرين.. دون الإقرار بفضل كثير من الثقافات التي أسهمت في جعل أميركا على ما هي عليه اليوم.
وفي الوقت ذاته، أشرت إلى أن هذا التاريخ من التعايش الشامل والجدير بالاحتفاء تشوبه آثامنا الأصلية، من العبودية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي إلى الغزو العسكري. ولعل التحدي الذي واجه كافة الأجيال الأميركية هو التصدي للموروث المتبقي من تلك الآثام، مع العمل على تحقيق الوعد بفكرة أميركية أفضل، وذلك ما حاولنا فعله من خلال «شهر تراث المهاجرين».
وأحاول حالياً تناسي مشاهد وأصوات الأسر عند الحدود، والدفاع في الوقت ذاته عن «الفكرة الأميركية» في ضوء ذلك الرعب. ولا أشعر بالارتياح تجاه تلك الردود الجاهزة من بعض الليبراليين الذين يقولون «إن ذلك لا يعبر عنا» أو «إن هذه ليست قيمنا»، في حين أنه كان حقيقة ما نحن عليه، ولا يزال حقيقياً في عصرنا الحالي، لاسيما أن الإدارة الراهنة التي يدعمها كونجرس جمهوري وشريحة كبيرة من الشعب الأميركي، ترغب في بناء جدار عازل، وتؤيد حظر دخول المسلمين، وتقبل التصريحات بشأن خطر دخول السود إلى أميركا، وإنهاء لم شمل الأسر، وتقييد دخول اللاجئين وطالبي اللجوء السياسي.
ولدي أيضاً مشكلة مع أولئك الذين يخفقون في إدراك التأثير الواسع للمشاهد المروعة التي تتكشف عند حدودنا الجنوبية. فذلك الأمر لا يساوي، مثلما كتب البعض، كارثة ما بعد إعصار «كاترينا» التي ضربت إدارة بوش، لاسيما أن إخفاق الرئيس الأميركي آنذاك كان بسبب عدم كفاءة أو عدم فاعلية في أعقاب الإعصار. لكن ما يحدث الآن نتيجة لسياسات متعمدة ناجمة عن أيديولوجيا والهدف منها إلهاب حماسة أنصار الرئيس.
ومنذ سنوات، يتم تمهيد الساحة لسياسات كهذه من خلال تصريحات تُشيطن المهاجرين القادمين من الجنوب، وقد تم وصفهم كتهديد مدمر لدولتنا وثقافتنا وشعبنا. وبمجرد شيطنتهم بهذا الأسلوب، أضحى من السهل انتهاك حقوقهم وتبرير ذلك الانتهاك. فمثلا، وصف المعلقون على قناة «فوكس نيوز» صرخات الأطفال بأنها «تمثيل»، واعتبروا آباءهم «غير مؤهلين» بسبب تعريض أسرهم للخطر، في إشارة إلى أنهم يستحقون ما يحدث لهم ولأطفالهم.
لكن قصة المهاجرين حالياً لا تختلف عن قصة الأيرلنديين الذين فروا من المجاعة أو اليهود الذين هربوا من المحرقة أو الأوروبيين الجنوبيين الذين جازفوا بحياتهم هرباً من الحرب أو الصعوبات الاقتصادية أو القمع الشيوعي أو الفاشي.
أخبار ذات صلة
كل التعليقات ( 0 )