Alhawadeth Archive
ايمن عودة واصفا واقع الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948 'نحن العدو رقم واحد لنتـنياهو'
نيوجرسي – عبد الحميد صيام: التقى أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، مع الجالية العربية في مركز الجالية الفلسطينية في مدينة كليفتون في ولاية نيوجرسي يوم الاحد 19 فبراير/شباط 2017. ويقوم عودة بجولة تشمل تسع مدن أمريكية يلتقي فيها بأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية لشرح الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر وخاصة في السنتين الأخيرتين.
واختار بداية الحديث عن خيار الدولة أو الدولتين. وقال إن حل الدولة الواحدة هو تكتيك خطير يطرحه اليمين المتطرف لضم كافة الأراضي الفلسطينية ويصبح الاستيطان شرعيا وتصبح كريات أربع ومعاليه أدوميم مثل تل أبيب. تكون هذه الدولة قائمة على نظام الأبرتهايد تماما وتصبح أراضي الـ 67 مثل أراضي الـ 48 وستتهم إسرائيل الفلسطينيين بأنهم يريدون أن يعودوا إلى عكا وحيفا ويافا وتحرض العالم ضدهم بأنهم أصلا لا يعترفون بإسرائيل. الحل القائم على الدولتين يحظى بدعم دولي شامل وقرارات أممية تمنح الشرعية لهذه الدولة وإسرائيل هي المعزولة. ولا يتوقع أحد أن الدولة الواحدة ستكون نموذجا للمساواة واحترام حقوق الإنسان وسيفقد الفلسطينيون فرصة إقامة دولتهم المستقلة. واضاف الآن النضال الفلسطيني الذي قدم 35,000 شهيد من أجل أن يعيد فلسطين إلى الخريطة الدولية ويعترف العالم بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة حيث وصل الأمر بإيهود باراك أنه كان يفاوض أبو مازن على الحارات في القدس، فهل يعقل أن يعود الفلسطينيون إلى المربع الأول لتحقيق دولة واحدة. يجب أن يظل الهدف المركزي هو إقامة الدولة أولا وبعد قيامها يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين أن يقيموا علاقات مميزة بين دولتين كالفيدرالية أو علاقة قائمة على التكامل الاقتصادي، أما قبل ذلك فتأييد دولة واحدة الآن في ظل التطرف الإسرائيلي لن يكون إلا مصيدة لتدمير ما تم إنجازه عبر سنوات النضال الطويلة والمريرة.
وعن الحكومة الحالية الأكثر عنصرية وتطرفا قال عودة إن أهم ميزاتها أنها الأكثر تحريضا على الفلسطينيين في الداخل «فنتنياهو يعتبرنا الآن العدو رقم واحد. قبل سنتين كانت إيران العدو رقم واحد وبعد التوصل للاتفاق بين إيران والدول الست حول برنامج إيران النووي لا بد أن يبحث المتطرفون عن عدو خارجي يساهم في تعزيز وحدتهم فاتجهوا نحونا». وتابع «نحن الحزب الثالث في الكنيست فإذا كنا جزءا من الشرعية فيحتاج نتنياهو إلى 65 في المئة من الأصوات حتى يشكل حكومة بدوننا. أما إذا أخرجنا من التركيبة الشرعية فلا يحتاج أكثر من 51 في المئة».
وذكر عودة بأن العرب أفشلوا عام 1996 ترشيح شيمعون بيريز بسبب مذبحة قانا اللبنانية، فأصوات العشرين في المئة في الكنيست لها تأثير كبير في الخريطة السياسية. واضاف «الآن بدأوا يهدمون البيوت ويطلقون النار على المتظاهرين ضد هدم البيوت كما حدث في أم الحيران. وإخلاء مستوطنة عمونة كان بالإقناع وبدون إستعمال العصي وبتقديم تعويضات ونقل المستوطنين إلى فنادق بينما في أم الحيران حضر رجال الأمن مدججين بالسلاح وأطلقوا النار على المواطن يعقوب أبو القيعان وقتلوه وأطلقوا الرصاص المطاطي عليّ وأصابوني في الرأس».
وقال «نحن الآن نتصدى لهم بأجسادنا وهدفنا المركزي الإطاحة بحكومة نتنياهو». ويواصل «حرائق الكرمل إتهم فيها الفلسطينيون، وعندما قام شخص فلسطيني بقتل شخص في تل أبيب ألقى نتنياهو خطابا تحريضيا في شارع دزلدوف في تل أبيب اتهم العرب جميعهم بأنهم طابور خامس لا يعتمد عليهم، وقال في خطابه «إن العدو الحقيقي لإسرائيل موجود بيننا».
وعن الممارسات العنصرية ضد العرب قال رئيس القائمة العربية المشتركة إن الإسرائيليين يعملون منذ عام 1948 على تهميش ومحاصرة 164,000 من المواطنين العرب الذين بقوا في ديارهم والاستيلاء على أراضيهم وبناء االقرى والبلدات لليهود فقط حيث بلغت مساحة الأراضي التي صودرت من العرب نحو 5 مليون دونم. وشيدت إسرائيل بعد عام 1948 نحو 700 قرية كلها لليهود، بينما بلغ نصيب العرب من القرى الجديدة صفرا. كما بنوا أكثر من 900 تجمع سكني خاصة بالمكون اليهودي ولم يستطع أي عربي أن يسكن فيها. الآن 20 في المئة من السكان يسكنون على 2.5 في المئة من الأرض.
وطالب عودة الجاليات الفلسطينية في المهجر بالعمل الدؤوب على القيام بدور فعال في الولايات المتحدة والمساهمة في مجمل النضال الفلسطيني. وقال إن تحقيق الأهداف الفلسطينية يحتاج إلى العمل على ثلاثة مستويات: الذاتي والعربي والدولي وكلها تتضافر معا لإنجاز الهدف الأساسي وهو إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وردا على سؤال حول الدور القيادي الذي يمكن أن تلعبه الجماهير الفلسطينية في الداخل بعد تراجع النضال في الأراضي المحتلة بسبب الانقسام والاتفاقات الأمنية وغيرها، قال «نحن نعرف حدود دورنا ولا نريد أن نتحمل عبئا أكبر مما نستطيع حمله وعلى رأي محمود درويش «أنقذونا من هذا الحب القاسي»». واستطرد «نحن نتأثر بمحيطنا العربي ونختلف ونتفق حول أفضل الوسائل للتمسك بالهوية الوطنية والصمود في الأرض. نحن نتعرض لحملة تحريض غير مسبوقة والتطرف اليميني ما زال في حالة صعود والوضع العربي متدهور وهناك تطبيع سري وعلني مع إسرائيل ووجود إدارة مثل إدارة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض تقوي عزائم اليمين الذي تعمل بعض أطيافه على قيام تبادل سكاني أو طرد المواطنين العرب. ونناضل كي نبقى صامدين ونصبح جزءأ من الشرعية الانتخابية كي نحقق المزيد من الإنجازات لشعبنا. لكننا لا نريد أن نحمل عبئا أكبر من حجمنا. نحن لا ننتقد القيادة الفلسطينية علنا كي لا تستغل تصريحاتنا ضد الشعب الفلسطيني وقياداته. إذا كانت لدينا ملاحظات نقدية أو آراء معينة نقدمها للقيادة الفلسطينية في لقاءاتنا معها. ليس من حقنا أن نقول لجماهير الضفة ناضلوا بهذه الطريقة أو تلك. هم أدرى بأمورهم وأقدر على تحديد أشكال النضال وأدواته».
وردا على سؤال آخر حول تجربة القائمة المشتركة قال عودة إن تلاقي الأحزاب العربية في الداخل والاتفاق على قائمة موحدة عمل إبداعي يختلف عما يجري من حولنا في العالم العربي «نعم هناك خلافات بين الأحزاب الأربعة لكننا تعالينا على الخلافات وقررنا أن نركز على ما يجمعنا وأن نتفق على مجمل الأهداف التي نريد تحقيقها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل. إنها تجربة فريدة تنم عن وعي سياسي الذي يفرق بين الأساسي والثانوي وبين ما يشكل قاسما مشتركا وما يخص كل حزب على حدة. إنها إقلاع ضد الزمن وسباحة ضد التيار».
أخبار ذات صلة
كل التعليقات ( 0 )