في تسجيل صوتي بثته الواشنطن بوست لمكالمة غير عادية يوم السبت بين رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب والأمين العام لولاية جورجيا، المسؤول عن الانتخابات بحكم المنصب، واستغرقت ساعة كان اثناءها ترامب يضغط على الأمين العام لولاية جورجيا براد رافينسبيرغر لإعادة احتساب التصويت. على الرغم من أنه جرى العد واعادة العد ثلاث مرات.
على الرغم من أنه لم يتبق سوى 16 يوماً على انتهاء ولاية الرئيس ترامب، فمما لا شك في أنه سيستخدم كل ما تبقى لديه من وقت في منصبه لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر سمعة الديمقراطية في الولايات المتحدة الامريكية – وخاصة ان هناك أعضاء في الحزب الجمهوري يؤيدونه ويتبعونه في نشر حبكات المؤامرة.
حث ترامب وفي تلك المكالمة رافينسبيرغر مراراً وتكراراً على "إيجاد" ما يكفي من الأصوات بحيث يتمكن من إعادة احتساب نتائج الانتخابات حتى يظهر بأن الرئيس ترامب هو الذي فاز في الانتخابات في تلك الولاية، بدلاً من الرئيس المنتخب جو بايدن.
يصف بعض المحللين ذلك بإنها محاولة خسيسة وشائنة لدرجة تقشعر لها الأبدان. يمكن للخبراء القانونيين مناقشة مدى الجرم الذي اقترفه ترامب من خلال تلك المكالمة الهاتفية. ويمكن للآخرين التكهن بشأن الحالة الذهنية الحالية للرئيس. إن محتويات المكالمة تتحدث عن نفسها، وينبغي على كل من يهتم بنزاهة الانتخابات في الولايات المتحدة أن يستمع إلى المقتطفات الصوتية.
المكالمة الهاتفية تظهر الرئيس تارة وكأنه يائس ويتوسل إلى الأمين العام للولاية، وتارة ثانية يتملق وتارة ثالثة يهدد أمين عام الولاية. نعم، يبدو فيها أنه يهدد الرجل المسؤول عن الانتخابات في تلك الولاية، وهو ينتمي إلى نفس حزب الرئيس، أي الحزب الجمهوري، من خلال الطلب منه تغيير نتيجة الانتخابات التي سبق أن أعيد فرزها ومن ثم التصديق عليها.
لم يكن الرئيس يحاجج مستندا إلى الحقائق أو بتقديم الأدلة. وجاءت تلك المكالمة بعد أن فشل مراراً وتكراراً في دعاوى قضائية متعددة رفعتها الأفرقة القانونية لحملته الانتخابية أو حلفاؤه، والتي رفضتها المحاكم، كان آخرها يوم الخميس الماضي. لم يكن لدى ترامب أي شيء جوهري أو منطقي يقدمه، بل كلها محض مزاعم لا أساس لها من الصحة قدمها بدون توقف منذ خسارته في الانتخابات الرئاسية. كان يتحدث عن الشائعات، ويلمح بأخذ زمام المبادرة من البيت الأبيض في محاولة أخرى لتخويف وترهيب رافينسبيرغر، الأمين العام لولاية جورجيا.
وفي مرحلة ما من المكالمة، قال ترامب للأمين العام للولاية: "كل ما أريد القيام به هو هذا. أريد فقط أن أجد 11,780 صوتاً [فاز بايدن بالولاية بفارق 11,779 صوتاً]، وهو أكثر من صوت واحد لدينا. ذلك لأننا فزنا بالولاية". وفي مرحلة أخرى، زعم أنه فاز بـ "مئات الآلاف من الأصوات". وفي آخر فصل من المسرحية الهزلية الهاتفية قال إنه سمع شائعات عن تمزيق الأصوات في مقاطعة فولتون، التي تضم مدينة أتلانتا.
وقد عانى رافينسبيرغر من الإساءات اللفظية والتهديدات لسلامته طوال عملية عد النتائج في جورجيا وسردها والتصديق عليها. إلا أنه وقف بحزم، ولم يخشَ في الحق لومة لائم، كما فعل مرة أخرى يوم السبت، وصد ترامب بأدب وتكرار قائلاً إن تصريحات الرئيس كانت غير صحيحة.
وكان ريان جيرمين المستشار القانوني للأمين العام لولاية جورجيا، صريحا بنفس القدر، عندما ادعى ترامب أن آلات التصويت قد أزيلت أو تم العبث بها بطريقة أو بأخرى. قال له "لا"، وردا على سؤال حول ما إذا كان متأكدا من ذلك قال "أنا متأكد. أنا متأكد، سيدي الرئيس".