الحوادث لعرب أمريكا- مواقع الكترونية وعلمية:
ما هي لقاحات كوفيد 19 التي وافقَت عليها الجهات المختصة وما آلية عملها؟
هناك عدة لقاحات لكوفيد 19 خاضعة للتجارب السريرية. تقيّم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية -FDA نتائج هذه التجارب قبل الموافقة على استخدامها. ونظرًا لوجود حاجة ملحّة إلى لقاحات كوفيد 19، أصدرت إدارة الغذاء والدواء ترخيص استخدام طارئ للقاحات كوفيد 19. وأشارت عدة مصادر علمية أن بيانات اللقاحات المقدمة من شركتي موديرناوفايزر/بيوإنتيك أظهرت انها آمنة وفعالة قبل ان تصدر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيص استخدامها الطارئ.
لقاح فايزر/بيوإنتيك
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريح استخدام طارئ للقاح فايزر/بيوإنتيك المخصص لكوفيد 19. أظهرت البيانات أن مفعول اللقاح يبدأ بعد الجرعة الأولى بفترة وجيزة، وأن نسبة فعاليته 95٪ بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية. ويعني هذا أن أكثر من 95٪ من الأشخاص الذين يأخذون اللقاح يتمتعون بالحماية من الإصابة بمرض شديد ناتج عن الفيروس. وهذا اللقاح للأشخاص بعمر 16 سنة فأكثر. ويتطلب أخذ حقنتين يفصل بينهما 21 يومًا.
لقاح موديرنا
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريح استخدام طارئ للقاح موديرنا المخصص لكوفيد 19 . وقد أظهرَت البيانات أن اللقاح فعال بمعدّل 94.1٪. يتطلب هذا اللقاح حقنتين يفصل بينهما 28 يومًا.
تقنية لقاح الحمض النووي الريبي
تَستخدم كل من فايزر/بيوإنتيك وموديرنا الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) في لقاحات كوفيد 19. توجد فوق سطح فيروسات كورونا كياناتٌ شوكية الشكل تسمى بروتين S. تعطي لقاحات كوفيد 19 ، المبنية على "مرسال الحمض النووي الريبي"، للخلايا تعليمات حول كيفية صنع جزء غير ضار من أحد بروتينات S. بعد التطعيم، تبدأ الخلايا في صنع أجزاء البروتين وإظهارها على أسطح الخلايا. ليدرك الجهاز المناعي للشخص أن البروتين دَخيل، فيبدأ في بناء استجابة مناعية وصُنع أجسام مضادة.
لقد دار في الآونة الاخيرة جدل حول هذا المطعوم وتساؤلات وتخوفات تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، في العديد منها تقارير تتبنى نظريات المؤامرة، وتشير بعضها الى مؤامرة عالمية يشترك فيها "بل جيتس" للسيطرة على البشر من خلال التحكم بالخارطة الجينية لهم. لقد أثر ذلك، بالاضافة الى قصر مدة تجرية المطاعيم المكتشفة، سلبا على قرارات الناس وأدى الى احجام بعضهم عن أخذ المطعوم.
ولاستجلاء أمر اللقاح المصرح به، فقد قمنا بمراجعة بعض الدراسات حوله، لنستنتج بانه لقاح ذكي وابداعي، ونستبعد ما ذهب اليه المشككون فيه، ونعتقد أنه في غاية الأهمية أخذ اللقاح لحماية الشخص من المرض وحماية الاخرين ووقف انتشار الوباء تمهيدا لعودة الحياة الى طبيعتها.
نورد هنا ما فهمناه عن هذا اللقاح:
أولا: كيف يعمل جهاز المناعة؟
الخلايا المناعية تتحسس أي شيء غريب تجده داخل الجسم، إذا كان مكون من بروتين أو فيروس أو بكتيريا أو أي شيء غير معروف لها، فتشن هجومًا على هذا الغريب. اذا كان هذا الجسم مثلا بكتيريا أو فايروس فان النظام المناعي في الجسم يحتاج لبعض الوقت، وقد يستغرق ذلك بضعة أيام، للتعرف على الجزء المستهدف من الفيروس لإعطابه وإتلافه، وبناء هجوم كامل يستند على زيادة إنتاج ما تحتاجه الخلايا لمهاجمة تلك الأجزاء المستهدفة للفيروس. هذا في الوقت الذي يكون فيه الفيروس يعمل على التكاثر والانتشار.
وعلى اثر ذلك وبمجرد ان الجهاز المناعي قد حارب هذا الجسم الغريب فان خلايا الذاكرة تحفظ التجربة. واذا أحس جهاز المناعة الفايروس مرة اخرى فانه يتذكره، وكأن الخلايا المناعية تقول "لقد رأيت هذا اللعين سابقا" فتهاجمه بمقتل، فورا، قبل أن يتمكن من التكاثر والانتشار وبالتالي يحمي الشخص من المرض.
ثانيا: لقاحي مودرنا وفايزر (لقاح ناقل الشيفرة الوراثية)
توطئة: فهم كيفية عمل اللقاح تستدعي معرفة ان العديد من الفيروسات وطبعا الخلايا الحية كخلايا البشر تحتوي على نواة فيها مواد أو أجزاء تسمى Deoxyribonucleic acid -DNA حمض نووي صبغي يحتفظ بشيفرات المعلومات الوراثية والمخططات الخاصة بتكاثر وتطور هذه الكائنات وجزيئ آخر يسمى Ribonucleic Acid -RNA حمض نووي ريبي، وهو وسيط او مرسال يعمل على تشفير أوفك تشفير أوتنظيم التعبير أو نقل المعلومات الوراثية للخلايا لتقوم بعملها.

DNA-fragment-3D-vdW.png
الابداع: شاهد العلماء وجود أجزاء من البروتين على سطح الفايروس كوفيد 19، وأن البروتين هو جزء مهم في الفيروس يمكّنه من اختراق خلايا الجسم لاستنساخ نفسه وتكاثره. وباختصار، هذا البروتين هو الذي يجعل هذا الفيروس لعينا، وعليه من الممكن أن يكون هذا البروتين مرشح جيد لتوجيه الهجوم المناعي ضده. ولذا انصبت دراسة العلماء على فهم (DNA الحمض النووي الصبغي) وتسلسله في فيروس كوفيد 19 الذي يحتوي على شيفرة كل جزء من أجزائه، وهنا وجدوا نسخة مخططات هذا البروتين الخارجي "القذر" في تسلسل الحمض النووي للفيروس اللعين.

هنا العلماء طبعوا نسخة التعليمات وصنعوا نسخة مرسال الحمض النووي الرايبي ( (( messenger RNA للبروتين. أو صنعوا فقط التعليمات الخاصة بكيفية صناعة ذلك البروتين.
هذه التعليمات (مرسال الحمض النووي الرايبي) هي هذا اللقاح. وعندما يحقن به الجسم تقوم خلايا الجسم بإطاعة التعليمات فتصنع كمية من البروتين، نسخة من البروتين المنتشر على سطح الفيروس كوفيد، مما يستفز جهاز المناعة فتهاجم الخلايا المناعية البروتين المنسوخ وتتلفه ومنثم تخزن هذه الخبرة ويصبح الجسم منيعا، فاذا دخل لاحقا فايروس كوفيد 19 ، فان البروتين الذي ينتشر على سطحه يفضحه، لقد اصبح معروفا لدى جهاز المناعه، فستهاجمه الخلايا المناعية وتقضي عليه قبل أن يتكاثر او ينتشر، كونها قد خبرته من خلال اللقاح.
وعليه اللقاح لا يحتوي على اي جزء من الفايروس، ولا يغير الخارطة الجينية للخلايا في ال دي ان اي DNA بل فقط على التعليمات الخاصة بتصنيع كمية من بروتين الفايروس.
الاعراض الجانبية للقاح:
جهاز المناعة لا يعرف هذا البروتين قبل اللقاح. وعندما يصنعه الجسم بعد الحقن يستغرق جهاز المناعة بعض الوقت لزيادة الإنتاج. ثم يطلق حرباً ضد البروتين القذر لتدميره، تؤدي هذه العملية، أحيانا، الى الحمى والقشعريرة ووجع العضلات ، الخ من آثار جانبية.