اكتشافات اثرية لجماجم تدل على مراحل في تطور التاريخ البشري
اكتشاف جمجمة لإنسان في فلسطين يرجع عمرها إلى نحو 55 ألف عام
الحوادث عن وكالة الانباء الألمانية: عثر باحثون في كهف بشمال فلسطين على جمجمة لإنسان يرجع عمرها إلى نحو 55 ألف عام. وقد كان الكهف مغلقا منذ 30 الف سنة
ويأمل العلماء أن يساهم الاكتشاف في فك جزء مهم من لغز قصة التطور البشري الكبيرة.
ذكر علماء السلالات البشرية بجامعة تل أبيب أن الجزء العلوي المقوس من الجمجمة دون الوجه والفكين والذي عثر عليه في كهف (مانوت) بالجليل الغربي في فلسطين يرجع عمره إلى نحو 55 ألف عام. وقال الباحثون أن سمات هذه الجمجمة، التي تعود إلى حقبة يعتقد أن عددا من أجدادنا كانوا يرحلون اثتاءها عن القارة الإفريقية، توحي بأن صاحب الجمجمة ينتمي عن قرب لأول عشائر جنس (هومو سابينس) أو الإنسان العاقل التي عمرت أوروبا في وقت لاحق.
وأضاف الباحثون أن هذه الجمجمة تطرح أول دليل على أن الإنسان العاقل عاش بتلك المنطقة في نفس وقت وجود إنسان النياندرتال وهو أقرب أقاربنا البائدين من بني البشر. ووصف يسرائيل هيرشكوفيتز عالم السلالات البشرية بجامعة تل أبيب، الذي أشرف على هذه الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر)، الجمجمة بأنها جزء مهم من لغز قصة التطور البشري الكبيرة. وتشير الشواهد الوراثية السابقة إلى أن أفرادا من الإنسان العاقل وإنسان النياندرتال تناسلوا فيما بينهم خلال نفس الحقبة تقريبا التي تمثلها الجمجمة فيما لا تزال جميع الشعوب من نسل منطقة أوراسيا تحتفظ بكميات محدودة من الحمض النووي الريبوزي (دي إن إيه) الخاص بالنياندرتال.
ويقول العلماء أن إنسان العصر الحديث ظهر لأول مرة منذ نحو 200 ألف عام في إفريقيا ثم هاجر لاحقا إلى مناطق أخرى. ويقع الكهف الذي اكتشفت فيه الجمجمة على طريق بري وحيد سلكه الإنسان الأول من إفريقيا إلى الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا. وقال بروس لاتيمر عالم الأحياء القديمة بجامعة (كيس وسترن ريزيرف) في كليفلاند وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة أن هذه هي أول شواهد حفرية مباشرة على أن إنسان العصر الحديث وإنسان النياندرتال عاشا بالمنطقة ذاتها، ويشك لاتيمر في أن الجمجمة تخص امرأة على الرغم من أن الباحثين لم يحسموا هذا الأمر. واكتشف الكهف، الذي ظل مغلقا 30 ألف عام، عام 2008 خلال أعمال مد شبكة للصرف الصحي. وعثر في الكهف أيضا على أدوات للصيد وأصداف بحرية مثقوبة ربما كانت تستخدم للزينة وعظام حيوانية إلى جانب رفات بشرية.
اكتشاف جمجمة عمرها مليونا عام لأسلاف البشر
اكتشف علماء آثار أستراليون جمجمة عمرها مليونا عام لأشباه البشر، لكائن كبير الأسنان ولديه دماغ صغير في كهف قديم بجنوب أفريقيا، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال باحثون في جامعة لاتروب في ملبورن، في بيان، أمس الثلاثاء، إن أحفورة «بارانثروبوس روبستوس» النادرة، التي اكتُشفت عام 2018، تلقي ضوءاً جديداً على تاريخنا التطوري.
ويرى الباحثون أن تلك العينة «توفر أول دليل عالي الدقة للتطور الجزئي داخل الأنواع المبكرة من أشباه البشر».
وتُظهر النتائج المنشورة في مجلة «نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن»، اليوم الثلاثاء، كيف أن «التغير البيئي قد حدد من نجا من أسلافنا».
وقال آندي هيريس، رئيس قسم الآثار والتاريخ في لاتروب، «مثل كل الكائنات الأخرى على الأرض، ولكي ننجح في البقاء، تكيف أسلافنا وتطوروا وفقاً للمشاهد الطبيعية والبيئة المحيطة بهم».
وأضاف هيريس: «نعتقد أن هذه التغييرات حدثت في وقت كانت تعاني جنوب أفريقيا من الجفاف، ما أدى إلى انقراض عدد من أنواع الثدييات المعاصرة».
وقالت أنجيلين ليس، المؤلفة الرئيسية المشاركة في البحث، إنه من المهم معرفة أن «بارانثروبوس روبستوس» ظهر تقريباً في الوقت الذي ظهر فيه سلفنا المباشر «هومو إريكتوس» (الإنسان المنتصب)، لكنهما «نوعان مختلفان تماماً». وأضافت أن «(هومو إريكتوس) بأدمغته الكبيرة نسبياً، وأسنانه الصغيرة، و(بارانثروبوس روبستوس) بأسنانه الكبيرة نسبياً، وأدمغته الصغيرة، يمثلان تجربتين تطورتين متباينتين».