المصالحة الفلسطينية: تتدحرج على الصخور فهل تستقر أو تتكسر في الطريق؟"
حركة فتح والسلطة الحارسة تسيران حسب المثل الفلسطيني الشائع:اللي فيّه فيّه..ولو قطّعوا إيديّه.
فما إن بدأ الحديث عن الإنتخابات،حتى بدأت حملة اعتقالات ونقل لمراكز انتخابات ومطالبات مغلّفة بالاتهامات:الإفراج عن المعتقلين السياسيين،فلماذا تقبل حماس بكل هذا الهراء و هذه الترهات؟
أغلب الظن أن وراء الأكمة شيء ما،ويبدو أن كل حديث الإنتخابات ما هو إلا طُعمٌ قُدّم لعبّاس على أساس أنّ هناك إجماع على إعادة شرعنته وإحياء رميمه من جديد،فانتفخت أوداجه وأخذته العزّة بغروره،فابتلع الطُّعم،وأغلب الظنّ أن هناك مخطّطاً للتخلُّص منه بمشار كة وتواطيء ممن حوله الذين يعتاشون كالذّباب على ذيله ينشّهم متى شاء ويسبل لهم ذيله ليحطوا عليه متى شاء.
حماس طبعاً سترحّب بمشروعٍ كهذا،وتظن أن القادم أو الخليفة مهما كان سوؤه لن يكون أسوأ من عباس الذي عمّ أذاه وطم وأصاب الجميع بالغم.
الفرضية الأخرى هو أن عباس مريض بمرض لن يمهله طويلاً وكلهم يعرفون وسيماطلونه حتى يقضي نحبه تحت عنوان الإعداد للإنتخابات الذي يهيء للجميع فرص اللقاء دون شبهة والإعداد مجتمعين لمرحلة ما بعد عباس وهو يا غافل إلك الله ويظنها انتخابات،وهذا يؤكده دخول محمد دحلان ومروان البرغوثي إلى المشهد.
وطبعاً فلن يحدث كل هذا دون مباركة مصرية أمريكية تساهم في التغطية على اللعبة وإيصالها إلى نهايتها.
ويبدو أن عهد بايدن هو عبور من زمنٍ قديم إلى زمنٍ جديد بأشراط جديدة،ولعل تحييد نتنياهو وقصقصة جناحيه لها دلالتها في هذا السياق فقد انقطع به حبل الله والدور الآن على حبل الناس،ولذا تراه يتململ ويتذلل فهو الآن في طور الذلة والمسكنة بعد العربدة والتجبر،ومكيف على حكاية أبو يائير ويضحك ما بين الشدقين مما يُنبيء عن حال التردي والضعة الذي آل إليه.
كفلسطيني عريق أعرف ان شعبي لا ينقصه الدهاء وأنه قابل للانقلاب حتى لو أظهر الولاء،وأنه شديد الإنتهاز فقد علّمته الظروف ما لم تعلمه الدروس ولن يترك عهد بايدن يمر دون أن يخطف منه المكاسب المتاحة التي يلتقطها كما تلتقط عين الصقر الفريسة فتستبد به الشهوة أو الغريزة فينقض عليها بلا إمهال!
أقول وداعاً عباس وإلى حيث ألقت فقد آن أوان الرحيل وبالفلسطيني مش مطولة ولكل بداية نهاية وأظن الأجل قد حان ولا مفر.
نزار حسين راشد