نظام الحجر بالطريقة التي تعمل بها الحكومة الأردنية هو تخلي للدولة عن مسؤولياتها.
نعلم يقينا أن الحجر يساهم بشكل ما بتخفيف حدة انتشار الوباء، لكن لا يجوز أن يؤخذ من الآية نصفها ( ولا تقربوا الصلاة.(...
عندما يفرض الحجر بأي شكل من أشكاله، سواء جزئيا أو شاملا، فإن ذلك يرتب على الحكومة مسؤوليات عليها أن تقوم بها، وإلا... فلا طاعة لحكومة. إن الحجر بمختلف درجاته يوجد أيضا درجة من درجات الفقر، والفقر كافر، ولو كان الفقر رجلا لقتلناه.
إن حجة عدم توفر التمويل بين يدي الحكومة هي حجة فاسقة، كاذبة. الحكومة يردها من المال ما يكفي ويفيض عن حاجة الأردنيين لكن المال يذهب... يذهب لمآلات وأرصدة ( ملاذات آمنة(
أصبح لدى الناس كافة شعورا بل يقينا أن إحصائيات الكورونا بكافة أرقامها هي أرقاما مزيفة، فلا عدد الفحوصات دقيق ولا عدد المصابين دقيق ولا عدد المشافين دقيق ولا عدد المتوفيين دقيق! جميعها أرقام افتراضية معدة مسبقا ومجهزة سواء كان رئيس الوزراء "عمر" أو "عمرو" ووزير الصحة "قيس" أو "ليلى".
الحكومة تملك المال الكافي بل الزائد عن حاجة المواطنين كافة. أعلم يقينا أن دولة الرئيس وبعضا من الوزراء ورؤساء بعض الأجهزة الأمنية يملكون في مكاتبهم خزينة يتم الإنفاق منها ومنح الهبات والعطايا دون قيد أو حسيب، وتملأ برزم المال ويملك مفاتيحها وصلاحية التصرف بمحتوياتها دون أي مرجعية أو كتابة سندات صرف.
إني أنصح المسؤول بقراءة كتاب ( الأمير ) لكاتبه "ميكافيلي" جيدا. إن من أفضل من عمل بتعليمات الكتاب قبل أن يطبع هو "معاوية بن أبي سفيان" حين قال: لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدوها خلّيتها وإن خلوا مددتها.
يقول ميكافيلي ( على الأمير أن يسعى لأن يوصف بالرحمة لا بالشدة ) إن الشدة تكون مع جنده وليس مع عامة شعبه. ( على الأمير أن يعتمد على ما له من سلطان، وأن يسعى لتجنب ما يسبب له الكراهية المدمرة ). ( على الأمير ألا يهتم بالمؤامرات إذا كان الشعب يناصره ويحبه! لكن إذا كان يكرههه ويعاديه فعليه أن يخاف من كل فرد(.
يقول ميكافيلي في كتابه "الأمير" ( يجب على أي أميريرفعه الشعب، وينصبه، عليه أن يحافظ على محبتهم له مهما كلفه ذلك لأن الشعب لا يريد شيئا سوى العدل. إن من وصل إلى منصب الإمارة بمساعدة النبلاء ضد إرادة الشعب، عليه أولا أن يسعى لرضى الشعب عنه وهو أمر سهل المنال لو دافع عن الشعب(.
وأخيرا والقول الفصل، إن كان الوزراء ورأس الوزراء دمى، فعلى من يحرك الدمى أن يلعب بالدمى جيدا وبطريقة صحيحة. دمتم شعبا ودام الوطن وخسر كل ما عدا ذلك.
عمان في 11/03/2020
وليد السبول
walidsboul@gmail.com