الحوادث- وكالات:
الساعات الأربعة وعشرين القادمة هي نهاية السباق الانتخابي في الولايات المتحدة الامريكية، لكنها ليست نهاية الجلبة التي تسببهها الانتخابات الحالية، فهناك عد للاصوات وهناك أوراق انتخاب لن تصل الا بعد عدة ايام من موعد انعقاد الانتخابات الأميركية رسمياً الثلاثاء (3 تشرين الثاني 2020).
الانتخابات الرئاسية وغيرها من انتخابات لأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ وحكام الولايات والتي كلها تجري حاليا في أمريكيا.
تتم الانتخابات عادةً يوم أول ثلاثاء بعد يوم الإثنين الأول من شهر تشرين الثاني (تم اختيار هذا التاريخ لأن المجتمع الأمريكي كان مجتمعا زراعيا، وفي هذا الوقت من العام كانوا ينتهون من الحصاد وتخزين أو بيع الغلال) تعقد الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات، وكل سنتين لمجلس النواب، وكل ست سنوات لأعضاء مجلس الشيوخ، كما قرر مؤسسو البلاد.
على عتبة السباق للوصول إلى البيت الأبيض تحطمت أرقام قياسية، بدءاً من أعداد المشاركين في التصويت المبكر، وليس انتهاء بمعدلات الإنفاق الخيالية على الانتخابات هذا العام وحملاتها الدعائية، إذ إنه إلى جانب الرئيس تتم إعادة انتخاب كل أعضاء مجلس النواب الـ435، كما يخوض ثلث أعضاء مجلس الشيوخ أو 35 عضواً ومنافساً حملاتهم الانتخابية، و9 انتخابات في تسع ولايات على مناصب “حاكم الولاية" والمئات من انتخابات رئاسة البلديات والانتخابات النيابية المحلية في الولايات والمدن المختلفة.
يسيطر الديمقراطيون حالياً على مجلس النواب، وهي ميّزة يستبعد أن يخسروها هذه المرة، بحسب الخبراء، ويتمتعون بفرصة حقيقية للسيطرة على مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون حالياً.
وفي حال ما انتُخب بايدن رئيساً، وهيمن الديمقراطيون على مجلس الشيوخ، فسيسيطر الحزب على أهم أدوات السلطة الفيدرالية في واشنطن للمرة الأُولى منذ انتخابات عام 2010 النصفية عندما فقد الديمقراطيون مجلس النواب، كما فقدوا الأغلبية في مجلس الشيوخ في انتخابات عام 2014 النصفية، في عهد الرئيس أوباما. ومن المتوقع أن تحسم 10 ولايات نتيجة الانتخابات الرئاسية هذا العام، حيث تشير الاستطلاعات إلى احتمال تأرجح الناخبين في هذه الولايات بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري. وهذه الولايات هي: بنسيلفانيا ووسكنسن وميشيغان وفلوريدا وأيوا وأوهايو، التي لعبت دوراً مهماً في فوز دونالد ترامب عام 2016، ووضعته في البيت الأبيض، وتبدو ميالة اليوم إلى صالح نائب الرئيس السابق جو بايدن، إضافة إلى ولايات صوتت للحزب الجمهوري تقليدياً، مثل: ولايات جورجيا وأريزونا وكارولاينا الشمالية وتكساس، التي تظهر سباقاً تنافسياً محتدماً على غير عادتها هذه المرة. ويكثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهوده من أجل الفوز بولاية ثانية في ظل تفوق منافسه جو بايدن بنقاط عدة عليه، ويتجلى ذلك بوضوح، ما اضطره للتنقل المكوكي بين الولايات ليخاطب مؤيديه في مهرجانات انتخابية مكتظة رغم استفحال وباء كورونا المستجد، الأمر الذي أثار انتقادات شديدة بسبب تصرفات ترامب الرعناء.
وتنفذ الديمقراطية الأميركية عبر آلية فريدة على الصعيد الوطني وهي المجمع الانتخابي (الكلية الانتخابية). وبدلاً من التصويت مباشرة لمرشحهم المفضل، يصوت الأميركيون في الواقع لـ 538 ناخبا يقومون هم بانتخاب الرئيس. ومن أجل الفوز في الانتخابات، يتعين على المرشح الحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة الناخبة، ما يجعل من بلوغ 270 رقم سحريا.
هناك 230 مليون أميركي يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية، بالرغم من أن القسم الأكبر منهم لا يشارك فعلياً، لكن انتخابات 2020 قد تشهد نسبة مشاركة قياسية، حيث تجاوزت نسب التصويت المبكر الأرقام التي سجلت في السنوات السابقة، إذ فضل العديد من الناخبين ملء بطاقات اقتراعهم والمرسلة لهم مسبقا لتجنب الوقوف في طوابير طويلة يوم الانتخابات، التي تجري في ظل وباء كوفيد-19. وأدلى حتى صباح الأحد (1 تشرين الثاني 2020) أكثر من 92 مليون شخص بأصواتهم.
حطمت الحملات الانتخابية أرقاماً قياسية لجهة الإنفاق في 2020 إذ تم إنفاق 6.6 مليار دولار من قبل المرشحين للرئاسة، أي أكثر بملياري دولار من المبلغ الذي أُنفق خلال المنافسة بين ترامب وكلينتون قبل أربع سنوات، بحسب دراسة أجراها مركز "ريسبونسيف بوليتيك". وتفوقت حملة بايدن من هذه الناحية، إذ أغرقت الإذاعات في الولايات الرئيسية بالإعلانات السياسية. وتم بالمجمل إنفاق أكثر من 14 مليار دولار في الفترة التي سبقت انتخابات 3 تشرين الثاني، إذ تم تخصيص أكثر من سبع مليارات دولار من هذا المبلغ لانتخابات الكونغرس.
. الحالة الراهنة للسباق
لا يمكن الحكم عليه الآن، لكن هذا السباق يزداد إحكاماً. أظهرت العديد من استطلاعات الرأي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن جو بايدن يتقدم بفارق ضئيل أو كان دونالد ترامب متقدماً في الولايات الرئيسية. يشعر الديمقراطيون بقلق متزايد بشأن ولاية بنسلفانيا، التي تعتبر نقطة التحول للسباق بأكمله. ولكن بايدن لا يزال لديه مسارات أكثر بكثير للحصول على 270 صوتا انتخابيا، وتوقعات مؤسسة OZY ذات الشراكة الحصرية مع شركة البيانات 0Ptimus يعطي بايدن فرصة 88 في المئة للفوز.
التركيز منصبا على مقاطعة إيري، بنسلفانيا التي يتركز فيها عمال مناجم الفحم، حيث تفيد البيانات والتقارير السابقة لمؤسسة OZY أن تلك المقاطعة تأرجحت مع الفائز في سبع انتخابات على التوالي.
المصادر: فايفثيريتييت، واشنطن بوست، أوزي
2 إشارات التحذير
ويستعد أفراد الضابطة العدلية وإنفاذ القانون في جميع أرجاء البلاد لمواجهة العنف والترهيب عند صناديق الاقتراع، وتقوم العديد من المحلات والأعمال التجارية في المدن بوضع الواح الخشب على النوافذ والأبواب الزجاجية لظهور دلائل متزايدة على أن نطاق التوترات قد يتسع ابتداء من انتخابات يوم الثلاثاء. كما أظهرت قوافل مشجعي ترامب على إبطاء حركة السير على الطرقات، وعرقلة قافلة من السيارات في طريقها إلى عقد مهرجانات انتخابية، ويعمل مناصرو ترامب على إنشاء الاضطراب في جميع أنحاء البلاد. ومما يزيد الطين بلة أن إحدى تلك القوافل والتي عرقلت قافلة لبايدن قد حصلت على ثناء ترامب في تغريدة له على تويتر والتحقيق جار ٍمن جانب مكتب التحقيقات الفدرالي، حيث قام أحد أنصار ترامب بتطويق حافلة تابعة لحملة بايدن في تكساس (لم يكن المرشح بايدن فيها) وإجبارها على التوقف على الطريق السريع، مما جعل الحملة تلغي مهرجانين في أوستن.
في ولاية كارولينا الشمالية، أطلقت الشرطة رذاذ الفلفل نحو "مسيرة كانت في طريقها إلى صناديق الاقتراع"، قائلة إن المتظاهرين الذين توقفوا للركوع في ذكرى جورج فلويد (الأمريكي الأسود الذي قتله شرطي أبيض ولاية وسيكنسون) وأنهم كانوا يعرقلون حركة المرور بالقرب من موقع التصويت المبكر.