ملف جمال خاشقجي
الحوادث لعرب أمريكا- نيوجيرسي: قضية الصحفي السعودي المذبوح في القنصلية السعودية في تركيا ليست فقط جريمة قتل، بل هي جريمة دولية ارتكبتها حكومة دولة بابشع الوسائل، الغرض منها تكيميم الافواه وبث الرعب في أوساط الصحفين والمعارضين العرب، هي جريمة إرهاب بحجم إرهاب البغدادي ومن في صفه.
المادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة تقول ان عقد الحرية والحفاظ على حياته اذا كان صحافيا معارضا او سياسيا معارضا وتم قتله يجب إحالة الجريمة الى المحكمة الدولية وللاطلاع على هذا الحدث الجلل الذي بعده ليس ما قبله، نورد هنا ملخصات ما حدث:
أولا – تفاصيل بثتها وكالات الانباء عن عملية القتل:
تم استدراج الخاشقجي الى القنصلية السعودية في إسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر لتصديق أوراق لازمة لزواجه من خطيبته التركية التي كانت تنتظره خارج القنصلية.
فريق أمني سعودي خاص مكون من ماهر عبد العزيز المطرب مع 14 ضابط يدخل الى القنصلية السعودية قبل ساعة ونصف من وصول جمال الخاشقجي من بينهم مدير الطب الشرعي السعودي صلاح الطبيقي، الذي كان قد ادخل معه الى تركيا منشار عظام. وصلوا مطار أتاتورك بإسطنبول يوم 2 أكتوبر ومن ثمّ غادروا إلى الرياض عبر طائرتين خاصتين، توجهت إحداهما إلى مصر أولاً، في حين طارت الثانية إلى دبي، لتحطّا أخيراً في الرياض.
دخل الفريق الأمني غرفة القنصل بعد 5 دقائق من وصول الخاشقجي وكشفت التسجيلات التي اطلعت عليها صحيفة "يني شفق" أنّ خاشقجي تمّ تعذيبه بشكل أليم وحقنه قبل أن يُقتل، وتمّ تقطيع أصابعه، ومن ثمّ قطعوا رأسه وتقطيع اوصاله على انغام الموسيقى.
وخلال عملية التعذيب التي سبقت قتله، قال القنصل العتيبي لفريق القتل: "افعلوا هذا في الخارج، ستصبّون البلاء فوق رأسي بسبب هذا". ليردّ عليه أحدهم: "إن كنت تريد أن تصل للسعودية وتريد العيش هناك فاصمت".
القنصل محمد العتيبي فرّ هارباً من إسطنبول أمس الثلاثاء إلى الرياض، بعد أن كان منزله على وشك الخضوع لتفتيش من قبل فريق التحقيق التركي.
تم القيام بطلاء الجدران وتنظيف القنصلية بمواد كيميائية وسامة لإزالة كل روائح الدم واستخدام الات كي لا يبقى أي نقطة من دم الخاشقجي كي لا يتم اكتشافها خلال التحقيق.
كافة الموظفين في القنصلية في إسطنبول تم تغييرهم ومصيرهم مجهول.
الحكومة السعودية نفت علاقتها باختفائه ولمدة اسوعين، وعلى اثر الضجة والتسريبات التي قامت بها الجهات التركية المختلفة، عادت واعترفت بمقتله وعزت ذلك الى شجار حدث مع الخاشقجي في القنصلية أدى الى مقتله.
ونقلت "سي إن إن" الأمريكية أيضاً عن مصادر أمنية تركية، أن الكاتب السعودي خاشقجي تمّ قتله ومن ثمّ تقطيع جثته، لإخراجها من داخل القنصلية.
كما كشف موقع "الجزيرة" نقلاً عن مصادر تركية، أنّ عملية قتل الصحفي خاشقجي تمت في مكتب القنصل العتيبي وبحضوره، وانتهت خلال دقائق فقط من دخول خاشقجي إلى القنصلية.
وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات التركية تملك تسجيلات تؤكد أن العقيد الطبيقي هو من قطّع جثة خاشقجي، وأنه طلب من زملائه الاستماع للموسيقى أثناء عملية التقطيع.
وتشير المصادر نفسها إلى أن قتل خاشقجي استغرق سبع دقائق، وأن الفريق الأمني لم يجر معه أي تحقيق.
ثانيا- من هو خاشقجي؟
جمال أحمد حمزة خاشقجي صحفي سعودي، قتل في القنصلية السعودية في استطنبول – تركيا في الثاني من شهر أكتوبر 2018 ، على يد فريق قتل، تقول الانباء انه مؤلف من 15 عنصر منهم طبيب التشريح في الامن السعودي
ينتسب جمال إلى عائلة خاشقجي التي تنحدر أصولها من مدينة قيصرية الواقعة في منطقة وسط الأناضول بتركيا، والتي استوطنت الحجاز قبل حوالي 500 سنة بجوار الحرم النبوي، فكان من هذه العائلة الوزراء والمؤذنون في المسجد النبوي، ومن أبرزهم ومن الملياردير عدنان خاشقجي، واسم العائلة يعود الى كلمة "خاشق" أي الملعقة، وخاشقجي تعني صانع الملاعق.
جمال من الموالين للحكم السعودي، لكنه في الآونة الاخيرة ابدى تعاطفا مع حركة الاخوان المسلمين وكتب مقالات صحفية انتقد فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعارض التدخل العسكري في اليمن بعد ان غادر السعودية في سبتمبر 2017.
ولد في المدينة المنورة عام 1958، بدأ مسيرته الصحافية في صحيفة جازيت؛ حيث عمل مراسلاً لها، وفي الفترة بين 1987 إلى 1990 ودرس الصحافة بكلية الصحافة بجامعة ولاية إنديانا الأمريكية. عمل مراسلاً لعدة صحف يومية وأسبوعية، وقدم تغطية لأحداث أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط.
تم تعيينه لمنصب نائب رئيس تحرير صحيفة "أراب نيوز" في عام 1999، واستمر في منصبه هذا حتى عام 2003. وفي عام 2004 تم تعيينه رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية، ولكن تعيينه في هذا المنصب لم يدم طويلاً؛ إذ أقيل من هذا المنصب بعد 52 يوماً فقط من بدء تعيينه. ومنذ هذا الوقت عمل مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل. تم تعيين خاشقجي عام 2007 رئيس تحرير لجريدة الوطن، وكان هذا القرار هو القرار الثاني لتعيينه في هذا المنصب، ثم أرغم على الاستقالة في عام 2010 دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، حيث تضاربت الأسباب وقتها ورجح كثيرون أنه استقال بسبب ما نشر في الجريدة من الكاتب إبراهيم الألمعي عن معارضته لفكرة السلفية.
عين في عام 2010 مديراً عاماً لقناة العرب الإخبارية، التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، والتي بدأت البث في عام 2015، ولم يستمر إطلاقها إلا يوماً واحداً.
وعمل أيضاً معلقاً سياسياً للقناة السعودية المحلية ومحطتي "MBC" و"BBC" وأيضاً قناة الجزيرة.
أجرى العديد من المقابلات واللقاءات الخاصة مع ابن لادن في عدة مناسبات، وذلك قبل أحداث سبتمبر 2001.
ألف جمال خاشقجي عدة مؤلفات، أبرزها: كتاب "علاقات حرجة – السعودية بعد 11 سبتمبر "، وكتاب "ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين"، وكتاب "احتلال السوق السعودي.
المصدر وكالات ووكيبيديا
ثالثا- موقع “تويتر” يوقف عمل الذباب الالكتروني الداعم لمحمد بن سلمان

أغلق تويتر مئات الحسابات التي غرّدت آلياً في قضية خاشقجي
ذكرت وكالة الاناضول ان شركة “تويتر”أعلنت في October 19, 2018 ، إغلاق مئات الحسابات التي تعمل بشكل آلي ويعتقد أنها “روبوتات الويب”، استخدمت لإعادة تغريدات تؤيد موقف السعودية في حادثة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
ونشرت قناة “NBC” الإخبارية الأمريكية، قائمة تم جمعها لمئات من هذه الحسابات، بواسطة المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، جوش روسيل.
وعملت هذه الحسابات على إعادة تغريد مواقف نشرتها حسابات موالية للحكومة السعودية، حسب موقع “هافينغتون بوست” الإخباري الأمريكي.
ونقلت القناة عن مصدر من شركة “تويتر”، طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مفوّض بالتصريح للإعلام، قوله إن “الشركة كانت على دراية بهذا النشاط، وعلّقت حالياً عددا كبيرا من الحسابات لانتهاك قواعد الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها”.
وطالبت المشاركات التي تم إعادة تغريدها، من قبل الحسابات الوهمية، بالتشكيك في التقارير الإخبارية التي تقول إن خاشقجي “قتل” داخل سفارة بلاده في إسطنبول، مستخدمة هاشتاج “#We_all_trust_Mohammad_Bin_Salman” (جميعنا نثق بمحمد بن سلمان) لدعم ولي العهد السعودي.
وقالت القناة إن من يعمل على تشغيل تلك البرامج يعرف آلية عمل تويتر، حيث أنها مصممة لتقوم بالتغريد بشكل آلي، لكن ببطء حتى تعطي انطباعا بوجود زخم حول القضية، وفي الوقت نفسه لا يتم التقاطها من قبل رادارات الرصد في تويتر التي تحارب التضليل الإعلامي.
وحسب المعلومات التي شملها التقرير؛ فمعظم هذه الحسابات أنشئت عام 2012 بفارق دقائق عن بعضها البعض، ما يعزز نظرية أنها حسابات وهمية يستخدمها ما يسمى بـ”الذباب الإلكتروني” في حرب الأرقام على منصات التواصل الاجتماعي.
و”روبوتات الويب” عبارة عن برامج تقوم بعمل مهام تلقائية على الإنترنت، ويستخدمها ما يعرف بـ “الذباب الإلكتروني”، لإعادة التغريد آليا لمساندة أو مهاجمة قضية ما على منصات التواصل الاجتماعي.

رابعا: الورطة السعودية واتهام محمد بن سلمان ولي العهد ومحاولات توزفير كبش فداء
اشارت الصحف الى ارتباك وسذاجة التبريرات السعودية على مقتل الصحفي، وعدم قدرتها على الاقناع. وعلى اثر الضغوطات على الحكومة السعودية وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان والخطوات التركية الذكية في كشف ملابسات الجريمة وتهديد اردوغان بكشف التفاصيل ، قامت الحكومة السعودية بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإصدار أمر ملكي سعودي، فجر السبت (20 أكتوبر) بإعفاء أحمد عسيري نائب رئيس المخابرات السعودية ومستشار بن سلمان العسكري، واعفاء الوزير المستشار سعود القحطاني من الديوان الملكي على خلفية مقتل خاشقجي. والتحفظ على 18 شخصية على ذمة التحقيق.
ويقول ديفيد أغناتيوس، الكاتب في الشؤون الأمنية بصحيفة "واشنطن بوست"، كان قد ذكر أن من بين الأسماء المرشحة لتكون كبش فداء لهذه العملية، اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودية ومستشار بن سلمان العسكري، حيث تقول تلك المصادر المطلعة إنه قدم العديد من المقاربات إلى الجهاز الخاص لاتخاذ إجراءات ضد خاشقجي وآخرين.

وعلمت المخابرات الأمريكية الشهر الماضي، أن عسيري كان يخطط لإنشاء "قوة النمر"، لتكون متخصصة بتنفيذ عمليات خاصة وسرية، دون أن يتمكن المسؤولون الأمريكيون من معرفة طبيعة هذه العمليات.
كما علمت المخابرات أيضاً أن بن سلمان أبلغ معاونيه هذا الصيف أنه يريد أن يعود خاشقجي وكل المنشقين الآخرين إلى أرض الوطن، وفق ما نشرت "واشنطن بوست"، الأربعاء 17 أكتوبر 2018.
وغيرت الصحافة السعودية من اسلوبها في التعامل مع الحدث، حيث كشفت قناة "العربية" السعودية، في تقرير لها عن اغتيال الإعلامي جمال خاشقجي، نقلا عن مسؤول سعودي الذي كان يتحدث لوكالة "رويترز" أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية في إسطنبول، كانت بمثابة "عملية أمنية خرجت عن السيطرة"، مع إخفاق فريق الاغتيال بتنفيذها كما هو مطلوب، مؤكداً أن مدير الطب الشرعي بالأمن السعودي، صلاح الطبيقي، تخلص من جثته ثم قام بلفها بسجادة، ثم تسليمها لمتعهد محلي.
وأضافت قناة "العربية" أن "هناك خطط سعودية لإعادة المعارضين مع إعطاء فريق المفاوضين سلطة التصرف دون الرجوع للقيادة".
وقال المصدر إن: "سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي رشح الضابط ماهر عبد العزيز المطرب ليكون جز من الفريق، لمعرفته المسبقة بخاشقجي، وبالفعل وصل الصحفي للقنصلية، وهناك طلب منه الضابط بضرورة العودة معه للرياض ولكنه رفض".
وأضاف: "رد عليه خاشقجي: هل تريدون خطفي، فرد المطرب: سنخدرك ونقوم باختطافك، وهنا ارتفع صوته، وهو ما أصاب الفريق بالذعر، فقاموا بكتم أنفاسه حتى مات".
وتابع المصدر: "إن خاشقجي حذر مطرب من وجود شخص ينتظره بالخارج (في إشارة إلى خطيبته التركية خديجة جنكيز) وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يظهر من القنصلية خلال ساعة".
وكشف المصدر أن جثة خاشقجي تم التعامل معها من قبل الطبيقي، حيث تخلص من الأدلة، ثم قام بلفها بسجادة وتسلميها لمتعهد محلي.
وبيّن المصدر أن أحد المشتبه بهم الـ15، وهو مصطفى مدني، ارتدى ثياب خاشقجي وخرج من باب القنصلية الخلفي "للتمويه".
زعم المصدر أن الفريق ضلل القيادة حول خاشقجي، بالقول إنه خرج من القنصلية، حيث قام أحد أعضائه بارتداء ملابسه والخروج من الباب الخلفي للقنصلية.