الأسرى يعيشون أوضاعا كارثية مع كورونا بقرار احتلالي ويرفضون الفحص خشية التنكيل
غزة ـ «القدس العربي»:
لا تزال سلطات الاحتلال تصر على إهمال الأسرى الفلسطينيين طبيا، خاصة من أصيبوا بفيروس “كورونا”، في دلالة على استخدامها الوباء كأداة قمع.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن ظروفا قاسية ومأسوية يعيشها الأسرى المصابون في أقسام العزل، خاصة في قسم (8) في سجن “ريمون”، الذي خصصته إدارة السجون لعزل المصابين بالفيروس.
وأوضح أن جزءا من الأسرى في السجن المذكور، رفضوا أخذ عينات منهم، حتى لا يتم نقلهم إلى ذلك القسم، الذي تحول لأداة تنكيل ممنهجة بحقهم، عنوانها الأساسي العزل المضاعف، واحتجازهم فيه دون أدنى شروط الرعاية الصحية، ودون معرفة تفاصيل دقيقة عن وضعهم الصحي.
يُشار إلى أن عدد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” بين صفوف الأسرى في سجون الاحتلال تجاوز الـ 300، أعلاها سُجل في سجن “جلبوع” في شهر نوفمبر/ شباط الماضي يليه من حيث العدد سجنا “النقب وريمون”.
واستعرض نادي الأسير جملة من الحقائق، التي رصدها على مدار الأشهر الماضية على صعيد واقع الأسرى في سجون الاحتلال مع انتشار الوباء منها: تحويل الوباء إلى أداة تنكيل وقمع، عبر المماطلة في توفير الإجراءات الوقائية اللازمة في أقسام الأسرى كمواد التنظيف والتعقيم، واحتجاز العشرات من المعتقلين الجدد في مراكز توقيف لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية.
وأشار إلى ان إدارة سجون الاحتلال تنفذ “سياسة الإهمال الطبي” بحق الأسرى، ووضعهم في عزل مضاعف، ضمن إجراءاتها المرتبطة بالوباء، وحرمانهم من التواصل مع عائلاتهم بعد أن أوقفت زياراتهم لفترة، وكذلك منعهم من لقاء المحامين، واستمرار احتكار رواية الوباء، وعرقلة التواصل بين الأسرى، وعائلاتهم ومحاميهم من جهة أخرى.
وجدد نادي الأسير مطالبته بضرورة وجود لجنة طبية محايدة تشرف على الأسرى صحيا لا سيما فيما يتعلق بأخذ عينات الأسرى ونتائجها، والاطلاع على أماكن احتجاز المخالطين والمصابين بالفيروس، التي تسميها إدارة السجون “بالحجر الصحي”، والضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السّن على وجه الخصوص.
يشار إلى ان أسيرا جديدا أعلن عن إصابته بالفيروس في قسم (14) في سجن “عوفر”، المخصص للمعتقلين الجدد. وقال نادي الأسير إن استمرار تسجيل مزيد من الإصابات بين صفوف الأسرى “يُفسر حالة المماطلة والاستهتار التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، بعدم توفير الإجراءات الوقائية اللازمة داخل أقسام سجون الأسرى، عدا عن استمرار عمليات الاعتقال اليومية المستمرة”، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من الأسرى تلقوا اللقاح في سجون عدة، بعد ضغوط من مؤسسات حقوقية، وتصاعدت على وجه الخصوص بعد التصريحات العنصرية التي أطلقها “وزير أمن الاحتلال”، وحرض خلالها على حرمان الأسرى من اللقاح.
وفي السياق، قال منقذ أبو عطوان مدير هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيت لحم، إن تصريحات القائد العسكري الاحتلال لمنطقة الجنوب والمسؤول عن سجون (بئر السبع ، ريمون، نفحة، النقب) التي تتمثل في عدم إعطاء الأسرى المصابين بـ “كورونا” أي مدعمات او فيتامينات لمواجهة الوباء، تمثل “تصريحات عنصرية مجرمة تستهدف حياة الاسرى الفلسطينيين ، خاصة في ظل تفشي الوباء بطريقة هستيرية داخل سجون الاحتلال”.
وأشار أبو عطوان الى أن الأسرى الذين تم عزلهم في قسم 8 في سجن “ريمون” لا يتلقون أي نوع من الرعاية الصحية، وهم محرومون حتى من الغذاء والعلاج وأدوات التنظيف. وأوضح الاسرى أن إدارة السجن صادرت الليمون واليانسون من دكان السجن(الكانتينا)، بناء على طلب قائد منطقة الجنوب العسكري في جيش الاحتلال، وهي أطعمة خاصة لمواجهة الفيروس.
وحذر من أنه في حال استمر هذا الوضع الخطير داخل السجون، فأن الوضع سيكون “على اعتاب مرحلة كارثية وخطيرة جدا قد تهدد حياة الأسرى داخل السجون”.
وفي السياق، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، نقلت الأسير مهران عيّاد (35 عاما)، من مشفى “سوروكا” الى سجن عيادة الرملة.
وقالت في بيان لها، إن الأسير خضع لعملية جراحية في القلب قبل أيام في المستشفى المذكور، بعد تدهور مفاجئ طرأ على وضعه الصحي. وأوضحت أن الأسير عيّاد معتقل منذ عام 2009، ومحكوم بالسجن 15 عاما ونصف، ولم يكن يعاني من مشاكل صحية سابقا، وكان يقبع في سجن “النقب الصحراوي”.