لسنا وحدنا نعيش فى هذا الكون، فالذين سافروا والذين هاجروا هم فى الغالب الاعم يمثلون شرائح من سكان الكرة الارضية تعددت اسباب سفرهم او هجرتهم من بلادهم وانتشارهم او اندماجهم مع الاخرين.
المصريون ليسوا ولن يكونوا حالة خاصة وان كان المصريون في الخارج قد وصلت اعدادهم الى قرابة ١٠ مليون مواطن وهو رقم يمثل ١٠ بالمائة من تعداد المصريين، وكان ينظر اليهم فى السابق ولازالت نفس النظرة من انهم الدجاجة التى تبيض ذهبا لبلدهم الام حيث ان تحويلاتهم النقدية قد وصلت الى قرابة ٢٨ مليار دولار امريكى، وهو رقم هام بالنسبة للدخل القومى.
وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج كنا لسنوات ماضية ترسخت فى اذهاننا صورة مشوهة او غير حقيقية عن اهمية الدور المنوط بها، ولكننا بدانا ندرك من خلال الفعاليات والبرامج والانشطة ان هناك دورا هاما وفعالا لدور الوزارة تمثل فى العديد من المبادرات الجادة التى شعر بها المواطن المصرى بالداخل والخارج.
التوزيع الجغرافى لنا كمصريين بالخارج يتمثل فى ٣ مناطق جغرافية وهى :
١-المصريون بالدول العربية وافريقيا واغلبهم مرتبطون بالعمال او وظائف وليسوا مهاجرين ومع الوقت سيعودون الى ارض الوطن.
٢-المصريون فى اوربا، وفى الغالب، فان معظمهم مهاجرون اكتسبوا جنسية البلاد التى اقاموا بها.
٣-المصريون فى امريكا الشمالية وكندا وهم فى الاغلب مهاجرون قد اكتسبوا جنسية البلاد التى اقاموا بها.
الذين هاجروا قد نجحوا فى ان تكون لهم قدم راسخة، استقروا وكونوا جاليات مصرية لها قدرات مادية ومعنوية، والجيل الثانى والثالث من ابناءهم قد اندمجوا بشكل جيد مع واقع الحياة ومن ثم فاننا نعول عليهم فى ان يكون لنا صوت مسموع واثر يخدم قضايانا ويعبر عن مصالحنا فى الداخل والخارج.
ظهرت بوادر لانشطة وفعاليات جادة من تجمعات المصريين بالداخل الامريكى اظهرت مدى القدرة على التفاعل الايجابى واظهار الولاء والانتماء فلقد ظهرت مبادرات لدعم مشروعات اجتماعية وصحية بتبرعات لمصريين فى نيويورك وغيرها من الولايات الامريكية، وصلت الى مصر خاصة خلال جائحة كورونا والتى اظهرت قدرة وحرص ابناء مصر بالخارج على الوفاء بالتزاماتهم الأخلاقية.
وسمعنا مؤخرا عن مبادرة مجموعة نيو ايجبت والنادى النسائي الدولى ومشروع تنمية المجتمع المحلى بقرية صفت تراب بمحافظة الغربية واهتمام القيادات المحلية وعلى راسها وزارة البيئة ووزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج ومحافظة الغربية ومشروع تنمية المجتمع المحلى فى قرية صفط تراب لتكون بداية مشجعة لتغيير واقع القرى المصرية والتى عانت من الاهمال لفترات طويلة.
اذا كنا قادرين على ان تكون لنا هذه المساهمات الايجابية فلماذا لا نفكر فيما هو حلم ومن السهل ان يكون واقع عملى.
شركات العلاقات العامة الامريكية تقدم خدمات استشارية للدول، مصر والمنطقة العربية تتعاون مع بعض هذه الشركات من اجل خدمة قضايانا وتوصيل راينا ووجهات نظرنا للمسؤلين واصحاب اتخاذ القرار فى أمريكا.
لماذا لا نفكر فى امكانية تاسيس شركة للمارسة انشطة العلاقات العامة بالداخل الامريكى ويكون القائمون عليها من صفوة ابناء مصر المهجرين من اصحاب الخبرات والقدرة على التواصل مع المسؤليين الأمريكيين.
نحن المصريون بالداخل الامريكى يقال بان اعدادنا لا تقل عن مليون فرد لو دفع كل مواطن ١٠ دولارات وجمعنا ١٠ مليون دولار كنواة لتاسيس الشركة والاعتماد على ابناء مصر من كل التخصصات والفئات العمرية لاشراك ابناء الجيل الثانى فى العمل وربما مع الوقت يكون هناك دعم من الدولة لهذه الشركة الناشئة.
كثر الحديث عن مدى اهمية ان يكون لدينا لوبى مصرى او عربى للاهتمام بقضايانا المصيرية وربما تكون شركة العلاقات العامة هى الخطوة الأولى.
الواقع الذى نعيشه الان كمصريين بالداخل والخارج يجعلنا نطمئن لان الامل ممكن ان يتحقق بشجاعة الامل.